|
دمشق وتلعب الموسيقا دوراً هاماً فى العملية التربوية إذ إنها تسهم بفاعليه في النمو الوجداني والانفعالي والإحساس للناشئة كما أنها تنمي لديهم الإحساس بالجمال في كل ما يحيط بهم. إضافة إلى أنها تعتبر مادة الربط بين كافة المجالات الدراسية الأخرى، ودراسات كثيرة أشارت إلى أهمية الموسيقا في تنمية قدرات الأطفال الذهنيّة وزيادة تركيزهم والتقليل من حدة تصرفاتهم، ففي لحظة إنعاش للذاكرة ونحن نتحدث عن الموسيقا، سنجد أنها موجودة منذ الأزل في الكون، وموجودة أيضا كجزء لا يتجزأ من حياتنا اليوميّة التي بات إيقاعها متسارعاً ويملؤها الصخب..
وبهدف نشر ثقافة التعليم الموسيقي، وزيادة الفرص المتاحة للطلبة في هذا المجال وقعت وزارتا التربية والثقافة أمس مذكرة تفاهم لاعتماد كل من مسرح مدرسة ماري العجمي ومسرح مدرسة لبابة الهلالية بدمشق ليكونا مركزين مشتركين بين الوزارتين لتدريس الموسيقا. تعاون مستمر لتهذيب روح أطفالنا الدكتور هزوان الوز وزير التربية أكد الاهتمام الذي تحظى به ثقافة الطفل في بلدنا ولاسيما تلك الجوانب الثقافية التي تعنى بروحه سواء أكان هذا الاهتمام على الصعيد الحكومي أم على صعيد المنظمات الشعبية سعياً لجعلها من المكونات الأساسية التي تسهم في تكامل شخصية أجيالنا القادمة. وبالموسيقا نغني للحب والفرح ولضحكة الأطفال، وللزنود المعروقة والجباه العالية ولنشيد حماة الديار في ساحات مدارسنا ينساب في قلوب تلاميذنا. وبين الدكتور الوز أن الأعمال تكتسب قيمتها من علاقتها بالإنسان وبمقدار ما تقدم له وما تؤثر فيه، وانطلاقاً من ذلك كان حرص وزارتي الثقافة والتربية على نشر ثقافة التعليم الموسيقي وزيادة الفرص المتاحة للطلبة في هذا المجال الذي يعدّ من أهم مظاهر أنسنة الثقافة عند الإنسان، وإدراكاً لما تقدم كانت اليد باليد لاعتماد كلّ من مسرح مدرسة ماري العجمي، ومسرح مدرسة لبابة الهلالية في دمشق ليكونا مركزين مشتركين بين الوزارتين لتعليم الموسيقا. وأضاف وزير التربية: إننا لن نتوقف عند هذا الحدّ من التعاون بل سيبقى مستمراً لنهذب روح أطفالنا مستلهمين عبقرية الأجداد والآباء، ليأتي الأبناء والأحفاد جيلاً متكاملاً جسداً وعقلاً وروحاً، لافتاً إلى أهمية تعميم التجربة، وتكثيف الجهود؛ لتحقيق الانتشار الأفقي في مثل هذه المشاريع في المحافظات جميعها بهدف بناء الشخصية المتكاملة لأطفالنا، ولاسيما في ظل الظروف الاستثنائية التي يمر بها بلدنا. وفي هذه المراكز الموسيقية سنغني لحن الحياة والنصر والحضارة، وأجيال تختصر الطريق بين الأذن والقلب لِتُسْمِعَ: شآم يا ذا السيف لم يغب يا كلام المجد في الكتب. لغة إنسانية ترتقي بالعقول والنفوس والأذواق الدكتورة لبانة مشوح وزيرة الثقافة أكدت أنه يتم التوجه للأطفال باتجاه لغة إنسانية راقية ترتقي بالعقول والنفوس والأذواق، لافتة إلى أنه سيستمر التعاون بين الوزارتين لافتتاح المزيد من المراكز الموسيقية في المحافظات التي يتوافر فيها معاهد موسيقية. وأشادت الدكتورة مشوح بالتعاون المثمر والبناء مع وزارة التربية مبينة أن بلدنا اليوم بأمس الحاجة لبناء الإنسان فكراً، وروحاً، وخلقاً، وبالتالي ما أجمل توجيه الطفل منذ سن مبكرة نحو الفنون ولغة التسامي عن الخلافات، والوصول إلى لغة التلاقي لغة الموسيقا، مؤكدة أن تعليم الطفل مهارات إضافية فنية وموسيقية يمنحه الثقة بنفسه وبقدراته ويقربه من الآخر؛ لأنه يتشارك معه بلغة يفهمها الجميع، وخارجة عن حدود الخلافات الشخصية، ويفتخر لما لديه، ويفتح آفاقاً واسعة على الآخر المحلي والعالمي. موجهة الشكر للعاملين في هذا المشروع الذي يهدف إلى احتضان أبنائنا، وتذليل الصعوبات بالإرادة المشتركة والمحبة، ومتمنية دوام الخير والتعاون والمستقبل الأفضل لأبناء سورية. تعميم الدراسة الأكاديمية من جانبه الفنان أندريه معلولي مدير مديرية المعاهد الموسيقية والباليه مدير معهد صلحي الوادي أوضح «للثورة» أن المشروع يهدف إلى إيجاد وسيلة انتشار أكبر لهذا الفن الراقي وتعميم الدراسة الأكاديمية من خلال التوسع الأفقي وافتتاح مراكز لتشمل كامل المحافظات السورية. وأن الموسيقا هي لغة الروح ولا وجود للحياة بدونها والطلاب بحاجة إلى الموسيقا وخاصة في هذه الظروف التي نعيشها بما يغذي روحهم ونفسيتهم، وقد لمسنا هذا العام إصرار طلابنا على متابعة دراستهم رغم صعوبة الظروف في أغلب الأماكن، وتم استمرار العملية التعليمية وإقامة الامتحانات وتم تقديم حفلين موسيقيين في دار الأوبرا لأوركسترا صلحي الوادي وهذا يدل على إرادة استمرار الحياة لدينا. وبين معلولي أن هناك الكثير من الطلاب الذين يريدون تعلم الموسيقا ولضيق الأماكن الموجودة لدينا في معهد صلحي الوادي تم الاتفاق مع وزارة التربية لاستخدام مسارح مدرستي لبابة الهلالية وماري العجمي في دمشق وتم تجهيزهما بشكل لائق من وزارة الثقافة، وسيكون هناك تعاون بين الوزارتين لافتتاح مسارح هاتين المدرستين لتكونا فرعين لمعهد صلحي الوادي في دمشق لاستقبال العدد الأكبر من أبنائنا الطلاب الراغبين بتعلم الموسيقا. وسيتم التعاون في مجال الإدارة والإشراف على هذين المعهدين مناصفة ما بين الوزارتين وسيكون هناك كادر إداري من وزارة التربية أما الكادر الفني والمناهج فستكون من معهد صلحي الوادي. وأشار إلى أن الطلاب الذين يتم تدريسهم وتدريبهم في معهد صلحي الوادي هم من الشريحة العمرية التابعة لوزارة التربية وسيتم انتسابهم إلى المعهد بطريقة رسمية ضمن هذه المراكز حسب أماكن سكنهم والدراسة ستكون أكاديمية مطابقة للدراسة في معهد صلحي الوادي ويعطون شهادة المعهد ذاتها بعد الخضوع للامتحان والتخرج. وبالنسبة لريف دمشق بين معلولي أن هناك خطة موضوعة بالتعاون مع وزارة التربية حيث تم اقتراح عدة مدارس ليتم تجهيزها وافتتاحها كمراكز موسيقية وسيتم العمل على إنجاز هذه المراكز ضمن الخطة القادمة، كون هناك نسبة كبيرة من الطلاب الراغبين بدراسة الموسيقا في هذه المحافظة. مشيراً إلى أنه يتم العمل على التوسع الأفقي للتعليم الموسيقي كونه فناً راقياً ولا نوفر جهداً في هذا الصدد كوننا نشعر بقلة استيعاب معهد صلحي الوادي للطلاب ضمن إمكانياته الموجودة. ويتم استقبال الطلبة من عمر سبعة إلى اثني عشر عاماً ويستوعب معهد صلحي الوادي حاليا نحو 900 طالب وطالبة، وفي ظل الإقبال الكبير على التسجيل لدينا وبعد انطلاق العمل في هذين المركزين الجديدين نتوقع استيعاب عدد كبير من الطلاب الراغبين في التعليم الموسيقي. نعمل أينما وجد الأطفال الأستاذ عصام عبد الرحيم مدير المسارح والموسيقا والأنشطة الفنية في وزارة التربية أكد «للثورة» أنه من خلال مذكرة التفاهم سيتم تعليم الموسيقا حسب أساليب التدريس الحديث المتبعة في معهد صلحي الوادي. ويوجد في المديرية خطط واسعة جداً، فنحن لا نعتبر أن هناك مناطق ساخنة وأخرى باردة كما يشيع في الإعلام فأينما وجد طفل نحن نعمل.. حتى إننا نعمل في محافظة حمص أكثر من أي محافظة أخرى ولدينا أكثر من 150 ورشة عمل لأطفال سوريين في أغلب المناطق السورية وهي ورشات ناجحة تقدم الفنون الجميلة بفروعها كالخزف والنحت والرسم وتدوير الورق بالإضافة إلى الموسيقا والمسرح التفاعلي بكوادر كاملة من وزارة التربية . |
|