|
موسكو
وقال لافروف خلال لقائه الدكتور قدري جميل نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك في موسكو أمس ان الوضع في سورية يقلقنا جدا ونحن على قناعة بأنه لا وجود لحل عسكري فيها ونريد ايصال هذه الفكرة إلى الجميع دون استثناء ونحن نواصل لقاءاتنا بما في ذلك مع ممثلي الحكومة السورية وجميع فئات المعارضة ونعمل على اقناع الجميع بضرورة الاسراع بقبول المبادرة الروسية الامريكية الرامية لعقد مؤتمر دولي حول سورية دون أي شروط من أجل التنفيذ الكامل والشامل لأحكام بيان جنيف الصادر في الثلاثين من حزيران من العام الماضي. وأعرب لافروف عن الاسف الشديد لكون غالبية فئات المعارضة بما في ذلك ائتلاف الدوحة لم تبد الاستعداد للمشاركة بالمؤتمر الدولي خلافا للاستعداد الذي ابدته الحكومة السورية وقال لذلك فاننا ندعو بكل ثبات والحاح شركاءنا الذين يملكون تأثيرا جديا على ائتلاف الدوحة لاقناعهم بتبني سلوك صحيح ونبذ المواقف غير البناءة التي يتخذونها. ونوه لافروف باستعداد الحكومة السورية للحوار مع قوى المعارضة داعيا إلى الاستمرار في بذل الجهود بحيث لا تبقى فئة معارضة واحدة خارج اطار المشاركة في المؤتمر الدولي. ولفت لافروف الانتباه إلى البيان الختامي لقمة مجموعة الثماني الاخيرة التي عقدت في ايرلندا الشهر الماضي والذي تضمن فيما يخص سورية دعوة مباشرة للحكومة والمعارضة لتوحيد الجهود لطرد الارهابيين من البلاد وان يكون هذا الهدف من أولويات المؤتمر الدولي المقبل اضافة إلى اتخاذ تدابير ملموسة تتيح تنفيذ جميع أحكام بيان جنيف. وأوضح لافروف ان موسكو تقترح وضع اجراءات محددة من اجل تنفيذ بيان جنيف. جميل: الغرب يتحمل مسؤولية معاناة السوريين من جانبه أكد جميل أن الغرب يتحمل المسؤولية الاساسية عن الخسائر البشرية والمادية التي لحقت بالشعب السوري نتيجة الحصار الجائر الذي يفرضه على سورية والذي تحول عمليا إلى عقاب جماعي ضد الشعب السوري. وقال جميل ان الازمة في سورية طالت وهناك اضافة إلى الخسائر المادية والبشرية التي تكبدها الشعب السوري نتيجة المواجهات خسائر لا يجري الحديث عنها بشكل صريح وهي الخسائر الاقتصادية التي تضر بالشعب السوري. وأعرب جميل عن التقدير للموقف الروسي حيال الازمة في سورية والذي يدفع باتجاه اتخاذ مواقف أكثر عقلانية وواقعية وجدية من أجل الحل. وقال: نحن نقدر عاليا دور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ودور روسيا الاتحادية الذي ساهم في إصدار البيان الختامي لقمة مجموعة الثماني الأخيرة حيث لاحظ الجميع بعض الانزياحات في مواقف الدول الغربية نتيجة للجهود الكبيرة التي بذلها الرئيس بوتين. ونوّه جميل بدعم الأصدقاء في جميع أنحاء العالم وفي مقدمتهم روسيا الاتحادية حيث ساعد هذا الدعم الدولة السورية والشعب السوري على الصمود اقتصادياً. وقال: متفائلون في نظرتنا إلى المستقبل رغم الأوضاع الصعبة الحالية ونعرف أن لدينا أصدقاء ولدينا ظهيراً قوياً.. مضيفاً: جئنا اليوم إلى روسيا الاتحادية للبحث عن الأشكال الملموسة لدعم سورية سياسياً واقتصادياً مشيرا إلى أن التعاون الاقتصادي بين البلدين يشكل حالياً أهمية قصوى. وأكد جميل فشل المحاولات التي جرت خلال السنتين الماضيتين من أجل إخضاع سورية سياسيا وعسكرياً مشيرا إلى أنه جرى بشكل محموم العمل لإخضاع سورية اقتصادياً ولكننا واثقون من أن دعم الأصدقاء سيمنع ذلك. ولفت جميل إلى أن المعارضة السورية الداخلية تعتبر الحل السياسي هو الحل الوحيد للأزمة في سورية مؤكداً أن الوضع في سورية صعب لكنه قابل للحل في المجال السياسي. وشدد جميل على أن المعارضة الداخلية السورية تدعم بالكامل عقد المؤتمر الدولي المرتقب حول سورية مؤكداً ضرورة مشاركة إيران في هذا المؤتمر إلى جانب كل الأطراف المعنية معتبرا أن استبعاد طرف معني من حل الازمة في سورية يؤدي إلى عرقلة تسوية الأزمة بشكل عاجل. وأكد جميل في تصريح لمراسل سانا في موسكو أن مباحثاته مع لافروف كانت إيجابية وجرى خلالها بحث معمق حول التعاون الاقتصادي بين الجانبين. وقال جميل : اتفقنا على أن الأزمة بعد مرور عامين من بدايتها نقلت الوضع الاقتصادي إلى مستوى جديد مما يتطلب بحث جملة من الأمور لتثبيت الصمود السياسي لسورية لذلك بحثنا مع الجانب الروسي كل الامور المتعلقة بتحسين الشروط الاقتصادية للوضع في سورية فيما يخص عمل المؤسسات الإنتاجية والقيمة الشرائية لليرة السورية ومستوى الاستهلاك لدى الشعب السوري أيضا. وأضاف :اتفقنا على تفعيل عمل اللجنة السورية الروسية الحكومية المشتركة وتم التأكيد على اتفاق الجانبين حول ضرورة الاسراع بايجاد المخرج السياسي للأزمة الذي يعبر عنه عملياً عقد المؤتمر الدولي في جنيف. شارك في جلسة المباحثات وزير شؤون رئاسة الجمهورية منصور عزام والدكتورة ديالا الحاج عارف المستشارة الاقتصادية بمجلس الوزراء والسفير السوري في موسكو رياض حداد وعن الجانب الروسي ميخائيل بوغدانوف الممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط نائب وزير الخارجية والسفير الروسي بدمشق عظمة الله كولمحمدوف. لافروف لـ سفير "الجامعة العربية " : لا بديل من التسوية السياسية كما أكد لافروف أنه لا يوجد بديل من التسوية السياسية في سورية. وذكرت وكالة ايتار تاس الروسية أن لافروف دعا خلال لقائه سفير جامعة الدول العربية لدى روسيا جلال الماشطة لحل المشاكل الداخلية في سورية بالوسائل السلمية على أساس مبادئ الوفاق الوطني. وتبادل الجانبان وجهات النظر حول الوضع في الشرق الاوسط وشمال افريقيا وأكدا على تعزيز التعاون في مختلف المجالات بما في ذلك داخل منتدى التعاون الروسي العربي. |
|