|
مجتمع وخاصة فيما يتعلق بحياتهم الزوجية, لكن هذا قد يكون إلى حين, لأن في صلب سلوكهم أشخاصاً لا يظهرون أمامنا في الصورة, ويكفي ظهورهم أو بوح ألسنتهم بالحقيقة لنجد أنفسنا أمام واقع مناقض للصورة التي نراها. > تقول أمينة سليمان الحاصلة على شهادة في الأدب العربي: إن زوجي يشدد على المساواة بين الرجل والمرأة, ويؤكد حق المرأة في الخروج للعمل, وإن العمل يكسب المرأة الثقافة, ويجعلها أكثر فهماً للحياة وأكثر قدرة على تحمل مسؤولياتها... وكل هذه الشعارات يرفعها خارج المنزل, أما داخله فهو رافض خروجي للعمل, ويصرّ على بقائي في البيت ويسألني :( ماذا تريدين من خروجك للعمل? هل ينقصك شيء? كما أنه يمتدح كثيراً أناقة زميلاته في العمل, وإذا أردت شراء ملابس(ع الموضة) يتهمني بالتقليد والمحاكاة العمياء, وهذا ما يجعلني كثيراً أفقد الثقة بنفسي. > ولا تخفي غادة عيسى ضجرها وهي تقول:لا أعرف سرّ تحول شخصية زوجي, فهو خارج البيت هادىء مبتسم, مجامل لكل من حوله, ويصبح داخل البيت رجلاً لا يطاق, يعشق الشجار والصخب والاعتراض على كل شيء وأكاد أجن وأنا أشاهده يعامل زميلاته في العمل بأسلوب غاية في الرقة والأدب لدرجة أنهن يحسدنني, لأن الله منحني زوجاً كهذا سبحان الله, إنهن لا يعلمن أنه رجل ديكتاتور. وتضيف غادة: ينسى معي كل العبارات الحلوة والحب والغزل وحتى المجاملة, إنني أجلس مع نفسي كثيراً وأسأل عن السبب? فأنا لا أدخر جهداً لإسعاده, وقد تركت عملي لأتفرغ له ولأبنائه. > أما جيهان حجار فتشير إلى أنها وزوجها كانا زميلين في العمل, وكانت من أشد المعجبات به قبل الزواج كنت أشعر أن هذا الرجل سوف يجعل حياته الزوجية غاية في السعادة, فهو لا يتوقف عن الضحك والمرح, وحب الحياة..لا أستطيع أن أصف سعادتي عندما تقدم لخطبتي, فقد شعرت بأن الدنيا تبتسم لي, لكن توقعاتي خابت, تزوجنا بعد فترة خطبة قصيرة جداً ومرت الأيام الأولى من الزواج سعيدة, لكن سرعان ما تغيرت صفات زوجي, وأصبح رجلاً لا أعرفه, فالغضب دائما على وجهه داخل البيت, ضيق الأفق, وشعرت فعلاً أنني تزوجت رجلاً لا أعرفه, وعندما طلبت منه تفسيراً قال لي: الحياة صعبة والمسؤوليات كثيرة... > وتؤكد سمر معطي مهندسة أن زوجها كان يعاملها بمنتهى الرفق واللطف خلال فترة الخطوبة والشهور الأولى من الزواج, تقول: ما كنت أتصور أن تتحول تلك الرومانسية إلى قسوة وشدة لقد أصبح يحب المشكلات داخل البيت, بل ويسارع إلى هجر المنزل لأسباب تافهة جداً, ويعود في وقت متأخر من الليل, بحجة أنني أصبحت زوجة لا تطاق, على الرغم من عدم وجود تغيير في شخصيتي, وأسلوب تعاملي معه, والأمر الذي لا أجد له تفسيراً أن زوجي لا يكون عصبياً إلا داخل المنزل, معي ومع أبنائي لكنه خارجه رجل آخر... > وتوضح أحلام نصر وهي مدرسة ملابسات سلوك زوجها المتناقض بالقول: زوجي يعتبر المنزل منطقته الخاصة وهو قائدها, حيث يبدأ بإصدار الأوامر والتعليمات بصوت مرتفع يسمعه الجيران, ويعاقب أبناءنا على أقل الأخطاء, فكل شيء في المنزل لا يعجبه, الكل يلتزم الهدوء خشية عقابه وبطشه, وندعو الله دائماً أن يحضر إلينا ضيف لأن زوجي يعاملنا بالحسنى في وجود الآخرين.. > لكن الأزواج يرفضون هذه المقولات, ويدافعون عن أنفسهم..فالسيد سالم قدة وهو محاسب يرفض اتهام الزوجات للأزواج بالازدواج في السلوك والتفكير, ويقول : إن الزوجة هي التي سرعان ما تتغير عقب الزواج تهتم كثيراً بمنظرها وأناقتها خلال الخطوبة وبعد الزواج تهمل كل شيء وتختلف الصورة تماماً, فتصبح امرأة أقل من العادية تتحدث عن مشكلات البيت وارتفاع الأسعار, ولا سؤال لها سوى عن الطعام الذي أرغب فيه, وعن الملابس التي أريد غسلها, وكلما حاول الرجل أن يعود بها إلى أيامه الأولى, تؤكد أنه رجل يحب الكلام الفارغ ولا يقدر حجم مسؤولياته. ويتابع سالم أليس الزواج هو أهم مسؤولية تسعى المرأة إلى تحملها بنجاح? أم أن الهم الأول للمرأة هو الإيقاع بالرجل, ثم بعد أن تضمن الزوج..لا شيء يهم??. > ويتهم سعيد الدبس وهو مهندس ميكانيك الزوجة بأنها لاتقدر المعاناة التي يلاقيها الزوج, خلال يوم طويل من العمل والاحتكاك مع الآخرين, خاصة مع هذا الإيقاع السريع للحياة, ويقول: إن الزوج يبحث عن الهدوء والراحة في بيته بعد يوم عمل شاق, لكن الزوجة لا تقدر ذلك وتنتظره ببرنامج مطول عن مشكلات البيت والأبناء, فلا يجد سوى الهروب, إما بالخروج من المنزل أو بالنوم. ترى من السبب الزوج أم الزوجة?! |
|