تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


بوليفيـــا بعـــد مــــوراليس.. اللاســـــتقرار

RESEAU INTER
دراسات
الثلاثاء 26-11-2019
ترجمة:مها محفوض محمد

على الأقل ستة من المتآمرين المتورطين في الانقلاب الذي أجبر الرئيس البوليفي ايف موراليس على الاستقالة كانوا من الطلاب السابقين في

المدرسة الأمريكية التابعة للجيش الأمريكي المعروفة اليوم باسم «معهد نصف الكرة الغربي للتعاون الأمني « أيضاً الضباط في الشرطة البوليفية الذين ساعدوا في تحريك الانقلاب تم تدريبهم عبر برنامج تبادل بوليسي APALA تم اعداده لتنسيق العلاقات بين السلطات الأمريكية وضباط في قطعات جيوش في دول أمريكا اللاتينية وبحسب مقال نشر على موقع (GRAY ZONE) أن هذا البرنامج كان له تأثيره الكبير.‏

أحد عناصر السي أي أيه السابقين فيليب أجيه يشرح في كتاب له عن الحالة التي تتم فيها عملية تجنيد الضباط من جيوش وعناصر في دول خارج أمريكا من قبل الاستخبارات الأمريكية حتى من ملحقي السفارات كعملاء أساسيين لتغيير الأنظمة وعمليات التجسس وفي بوليفيا كان دور هؤلاء الضباط من الجيش والشرطة دوراً أساسياً فيما حصل حيث قام عملاء الحكومة الأمريكية من تنظيم (USAID) بتمويل المجموعات المناهضة للرئيس موراليس بشكل علني على مدى سنوات لكن الأسلوب الذي تم فيه استخدام قوات الأمن كحصان طروادة من قبل المخابرات الأمريكية كان غير معروف تماماً غير أنه بعد حصول الانقلاب بات من المستحيل انكار أهمية دور هؤلاء العملاء وكما يشير نص المقال بأن المؤامرة الانقلابية لم تكن لتنجح دون اقرار مساهمة ضباط الجيش والشرطة من البلاد وقد كان لدورهم التأثير البالغ بدعم من الولايات المتحدة حيث تم اعدادهم وتدريبهم بشكل ممنهج من أجل هذا التمرد كما تم الكشف عن معلومات بعد أحداث العاشر من تشرين الثاني الحالي تشير الى أن المحافظ السابق لمدينة كوشامابامانفريدرييس قد لعب دورا مركزياً في هذه المؤامرة وهو تلميذ سابق في معهد « نصف الكرة الغربي للتعاون الأمني « ويقيم حالياً في الولايات المتحدة يضاف اليه أربعة جنرالات هم من طلاب هذه المدرسة أيضاً وهم الجنرال رامبيروتوفاسكيز والكولونيل خوليو سيزار مالدونادو وأوسكار باسيلو وقد تم التحقق من هويات هؤلاء الأشخاص بتقاطع المعلومات مع لوائح أسماء الذين درسوا في هذا المعهد ومن خلال المقالات التي نشرت في الاعلام المحلي البوليفي اضافة الى تسجيلات تم الكشف عنها .‏

هذا المعهد المعروف بأنه مخصص لاعداد الأشخاص الذين سيتم تكليفهم بالتحضير لانقلابات في أمريكا اللاتينية يعود تاريخه الى زمن الحرب الباردة حيث تخرج منه أشخاص قاموا بتغيير أنظمة في هايتي وهندوراس ثم أقاموا مجالس سياسية تولت الحكم بأياد ملطخة بالدماء في تاريخ المنطقة وجميعهم تخرجوا من هذه المدرسة .وثلاثة أيام فقط بعد استقالة الرئيس موراليس يحل قائد الجيش وليامز كليمان في الولايات المتحدة ليتلقى مبلغ مليون دولار مكافأة له على خدماته الكبيرة للولايات المتحدة قبضها من الملحق التجاري في سفارة الولايات المتحدة بروس وليامسون والمبلغ ذاته تم منحه الى الضباط العسكريين الآخرين و مبلغ 500 ألف دولار الى كل من ضباط الشرطة حيث تم تكليف وليامسون والتنسيق معهم لادارة ما حصل بين تمرد الشرطة وتعطل الجيش للوصول الى الانقلاب العسكري ومن جهة أخرى تم اعتبار الصحفيين المحليين والأجانب الذين لم يساندوا النظام الجديد متمردين ومحرضين كما تم توقيفهم على الفور وكل ذلك ليس سوى انعكاس واستمرار للسياسة الامبريالية لواشنطن في أمريكا اللاتينية من الادارة الأمريكية سواء من الديمقراطيين أم الجمهوريين وكل مانشهده ليس بجديد إنما يعود الى محاولة الانقلاب الفاشلة التي حاولوا القيام بها منذ العام 2002 بقيادة جورج بوش الابن ضد شافيز في فنزويلا لتمتد الى ما حصل ضد موراليس في عهد ترامب اليوم وليس الاستمرار في هذه المحاولات بالقوة العسكرية سوى انعكاس لأفول الهيمنة الاقتصادية الأمريكية على العالم خاصة في منطقة تعتبرها منذ زمن بعيد حديقتها الخلفية الخاصة فأطماعها في موارد الطاقة والمعادن في بوليفيا كبيرة جداً لذلك فإن دعم الولايات المتحدة لهذا الانقلاب واعترافها بالذين قاموا به وتنصيب جانيين أننيز رئيسة للبلاد لم يكن مفاجئاً وهو ليأسسوا استمرارا لخط الدفاع عن المصالح الاقتصادية والجيوسياسية الأمريكية تاركين بوليفيا الأمة الأفقر في أمريكا الجنوبية على شفا حرب أهلية إثر هذا الانقلاب.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية