تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


نتنيـــاهـــو يتــرنـــح

The Guardian
دراسات
الثلاثاء 26-11-2019
ترجمة غادة سلامة

يقول أوليفر هولمز إن رئيس الوزراء الاسرائيلي بينيامين نتنياهو بدأ بالترنح يميناً وشمالاً وهو يحاول أن ينأى بنفسه عن السقوط حيث يتهيأ خصوم نتنياهو التقليديون للإطاحة به لأن سلطته مهددة بالانقراض والذهاب إلى غير رجعة بحسب وصف هؤلاء الخصوم .

نتنياهو في مرمى سلسلة من الاتهامات ومنها الرشوة و ضعف خططه السياسية وفشله في تشكيل حكومة أكثر من مرة, ويحاول حزب العمل المعارض لنتيناهو تقديم التماسات إلى محكمة العدل العليا في إسرائيل لإجبار رئيس الوزراء الأطول مدة وعلى التنحي كما يقول أوليفر هولمز.‏

فالقانون الإسرائيلي يلزم رئيس الوزراء الحالي بالاستقالة في حال ارتكاب جريمة وهو ما حصل حيث ارتكب نتنياهو عدة جرائم وليس جريمة واحدة، وقد ألقت لوائح الاتهام الموجهة لرئيس الوزراء الإسرائيلي ووضعت نهايته الحتمية لأنه فشل مرتين في هذا العام في تشكيل حكومة جديدة على الرغم من وجود حملتين انتخابيتين في إسرائيل واحتمال أن يكون هناك حملة انتخاب ثالثة تلوح في الأفق وهي إن تمت فستتشكل ضربة قاضية لنتنياهو و ستكون بمثابة الاختبار الحقيقي لشعبية رئيس وزراء إسرائيل الذي عاث فساداً وتنكيلاً بالشعب الفلسطيني واستطرد في بناء المستوطنات الإسرائيلية على حساب الفلسطينيين‏

يقول هولمز إن الإنشقاقات التي حدثت في حزب الليكود الإسرائيلي ستساهم إلى حد كبير في توجيه ضربة قوية لنتنياهو خاصة بعد تعليق عمير بريتس رئيس حزب العمل أنه يتعين على المحاكم الإسرائيلية أن تحاول وبإلحاح إجبار رئيس الوزراء الحالي على التنحي واسقاطه في الانتخابات المزمع إجراءها وقال عمير بريتس بأنه سوف يناقش حزب العمل حبش بأنه يجب ان يكون هناك حكومة انتقالية وهو الامر الذي لم يكتسب بعد ثقة الكنيست الإسرائيلي لذلك فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي سيعلن مع حزبه بأنه يقف عاجزاً عن فعل أي شيء ولن يبقى أمامه سوى التنحي كما يقتضي القانون الإسرائيلي.‏

ففي بيان صادر عن حزب بلو أكد الحزب بأنه اعطى تعليمات لمحاميه وطالب أعضاء الحزب بالاتصال بكل من المدعي العام أفيخاي ماندلبليت ونتنياهو لمطالبة الأخير بترك منصب رئيس الوزراء استنادا الى سابقة قانونية في إصدار حكم عن المحكمة العليا الإسرائيلية في هذا الشأن حيث اتهم المدعي العام الإسرائيلي نتنياهو بالرشوة والاحتيال وانتهاك الثقة،لرئيس الوزراء، الذي يقاتل من أجل بقائه السياسي.‏

وكان أفيخاي ماندلبليت، البالغ من العمر 70 عامًا اتهم نتنياهو بالفساد في القضايا الثلاثة الكبرى التي تم التحقيق فيها، وكانت هذه المرة الأولى التي يتهم فيها رئيس وزراء إسرائيلي بارتكاب جريمة. وفي لائحة الاتهام المؤلفة من 63 صفحة، اتُهم رئيس الكيان بقبول مئات الآلاف من الدولارات والهدايا الفاخرة من أصدقاءه، وتقديم هدايا لوسائل إعلام واتصالات إسرائيلية للحصول على تغطية إخبارية إيجابية.‏

وأوضحت هولمز، أنه مع عدم وجود طريق واضح لمواصلة رئاسته للوزراء، يكتنف الغموض مصير نتنياهو لأنه يواجه العديد من قضايا التي ربما تستمر لسنوات، وكل ذلك في ظل ضغوط سياسية شديدة, وبحسب هولمز هذه الخطوة الدراماتيكية، تأتي تتويجا لثلاث سنوات من التحقيقات، وتصل إلى مرحلة اليأس ولكنه يبقى يحاول‏

ورغم كل محاولات نتنياهو فإن خطورة تهم الفساد يمكن أن تلحق أضرارا كبيرة بمحاولاته للبقاء في الوظائف العامة، ففي وقت سابق من هذا العام، أوصت الشرطة الإسرائيلية بتوجيه الاتهام في القضايا الثلاث، ويمكن أن يواجه نتنياهو عقوبة السجن لمدة تصل إلى 10 سنوات إذا أدين بالرشوة ولمدة ثلاث سنوات كحد أقصى بتهمة الاحتيال وخيانة الأمانة.‏

ويشرح هولمز تتضمن القضية الأولى، المعروفة باسم الحالة 1000 ، مزاعم بتلقي هدايا مثل السيجار والشمبانيا والمجوهرات ، من أصحاب المليارات ، بمن فيهم رجل الأعمال في هوليود أرنون ميلتشان ومشغل الكازينو الأسترالي جيمس باكر.‏

ولكن رغم الاضطرابات الشخصية والأزمة السياسية التي أصابت البلاد بالشلل لعدة أشهر، نجح رئيس الوزراء في البقاء وحصل على دفعة قوية يوم الأربعاء الماضي ، بعد فشل منافسه السياسي، بيني غانتز، الذي يقود «بلو آند وايت»، في تشكيل ائتلاف.‏

لم تقدم نتائج الانتخابات العامة التي أجريت في أبريل- نيسان لأي حزب بأغلبية واضحة، وأعطى الاقتراع ا المتكرر في سبتمبر- ايلول نتيجة مماثلة، لقد فشل نتنياهو مرتين في تشكيل تحالف، وكان يخشى أن ينهي غانتز مسيرته التاريخية في القمة.‏

منذ عودته للسلطة عام 2009 ، تمكن نتنياهو من التشبث بحزبه لكنه بدأ يتشقق وقد يعلنون انتخابات جديدة داخله واضافة الى ذلك يظهر استطلاع للرأي أجراه معهد إسرائيل للديمقراطية، الشهر الماضي، أن 65٪ من الإسرائيليين يعتقدون أن نتنياهو يجب أن يستقيل كرئيس لحزب الليكود إذا تم توجيه الاتهام إليه.‏

ومهما يكن من أمر يقول الكاتب أوليفر هولمز إن بقي نتنياهو أو رحل أو طرد من منصبه فإن السياسة الإسرائيلية المعادية للفلسطينيين سبتقى ولن يتغير أي شيء حيال القضية الفلسطينية وستظل مأساة الشعب الفلسطيني قائمة بدون حل فما الحرب التي شنها رئيس الكيان الاسرائيلي منذ أيام على أهل غزة وقتله المئات من المواطنين الأبرياء ما هو إلا دليل على تغير الوجوه في إسرائيل وليس تغير في السياسة العدائية للشعوب الآمنة وللناس الأبرياء‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية