|
أبجد هوز وتعريفنا للمعصرة بمفهومها (الحديث) فهي المكان الذي تعصر فيه الجيوب. وبما أننا في موسم عصر الزيتون وزيادة الرواتب... فالخوف تسلل إلى داخل جيب ونفس كل المواطنين من العصر الذي ينتظرهم .. فالبقال معصرة لبيع الخضار والفواكه.. والجزار معصرة لبيع اللحوم..وووو.. كلها معاصر..لاستخراج نواتج الزيادة في الراتب مع تعب وعرق المواطن الموظف وغير الموظف على امتداد الشهر. أتحدث عن العصر بحرقة بصفتي أحد المعصورين من جميع صنوف المحال التجارية وغير التجارية... أضف إلى ذلك أني أعاني من عصر كبير آخر.. تعصرني الحياة بساعات العمل الطويلة والشاقة.. وأعود إلى البيت فتعصرني زوجتي وأبنائي بطلباتهم ... ثم يذكروني بدفع فواتير الماء والكهرباء والهاتف.. وهي أوراق عصر قاسية لا يستهان بها. هل بقي شي منك للعصر.. هذا أول سؤال يُطرح عليك في كل مكان تذهب إليه.. وهذا السؤال لا يطرح عليك مباشرة.. لكنه يطرح في مخيلة العاصر لتجيب عنه أنت جهراً بصفتك معصوراً ذكياً وفي إشارة قوية منك أنك على أتم الاستعداد لأن تعصر.. وعلى رأي المثل (لاتكن صلباً فتكسر بل كن لينا لتعصر)... طبعاً قمت بتحوير المثل للضرورة الحياتية. ولا أحد منا ينكر تعرضه للعصر في أثناء إنجاز معاملاته المختلفة في الدوائر المختلفة ومنا من يعصر في بيته. ونظراً لارتفاع أسعار الزيوت بشكل صاروخي لم تقبل أي عبوة (زيت بلدي) أصلية مرافقتي للبيت من المحال.. فقط عبوة خفيفة على القلب وثقيلة على الجيب رافقتني وهي تبتسم في وجهي الذي عاتبها على ارتفاع سعرها هي أيضاً.. يضاف لها بعض كرات العوامة ودواليب المشبك التي لا تزال نوعاً ما متواضعة وتحمل لي بعض المودة والوفاء. |
|