|
قضايا الثورة وبتساوقٍ معها إن لم نقل بدفعٍ وتحريضٍ ممن يتولون إدارتها, أطل بالأمس وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري برأسه هو الآخر ومن نيويورك, لينفخ مجدداً وفي نفس القربة الأمريكية المثقوبة ويردد بلغة الببغاوات, التهم الظالمة إياها لسورية(بدعم المسلحين) في العراق خشية ما سماه قيام ديمقراطية في هذا البلد?!. ومثل هذا الإصرار من جانب زيباري وبعض المسؤولين الآخرين في حكومته, على مجافاة الحقيقة والافتئات عليها والأخذ بالمنطق الأمريكي, خلافاً للوقائع والمعطيات الحاصلة على الأرض, وبتوازعٍ للأدوار مع الرئاسة الأمريكية وطواقمها السياسية والعسكرية والإعلامية,في إطلاق الاتهامات وإلقاء التبعات والمسؤولية عن الأوضاع الخطيرة والمأزق الكبير, للسياسة الأمريكية الغارقة في المستنقع العراقي بعد فلسطين وأفغانستان,ومحاولة تحميلها للآخرين ولهذا البلد على وجه الخصوص, لا يمكن قراءته بغير امتهان غير موفق ومفضوح لسياسة النفاق والتضليل والارتهان,ومزاولة الهروب إلى الأمام تحويلاً للأنظار عن الانتكاسات المتلاحقة لمشروعات احتواء العراق وإلحاقه,والعجز عن فرض كذبة(الأمن والديمقراطية) فوق أرضه. ومما لا شك فيه أن هؤلاء الشخوص قد قدموا بأدائهم وسياساتهم وما زالوا يقدمون الخدمات المجانية الكبرى للاحتلال, والمسوغ اللا أخلاقي واللا قانوني له للمضي في جريمة نحر العراق وإحراقه, وإغراقه بالدم وتحويله إلى جرحٍ نازفٍ آخر في الجسد العربي,ويجهدون اليوم لأن يكونوا الرديف لأمريكا والاحتياطي المعول عليه في المساندة وتوفير التغطية, ولعب دور (الشيطان) والضرب بسيف صقورها وفتح النار في الاتجاه,الذي أثبت وبشهادة أعلى مواقع المسؤولية في البلد العراقي (جلال الطالباني و ابراهيم الجعفري): أنه نعم الأخ والشقيق,وصاحب الأفضال الكبيرة الذي احتضن الشعب العراقي في أحلك الظروف, ولم يبخل بشيءٍ من أجله وفي سبيل تحقيق أمنه واستقراره والحفاظ على وحدة أرضه وشعبه. أمريكا تريد تدفيع سورية ثمن فشلها الذريع وورطتها في العراق, تلك التي لم تستطع حتى الآن بكل ما استجرته من عروض القوة وامتلكته من تقنياتٍ حربية متطورة, وارتكبته وترتكبه من مجازر أن تحسم المعركة كلية لمصلحة الاحتكارات والمشروع الصهيوني, وهي تبحث عن منافذ للتعويض والثأر للهزائم والتصدير للمشكلات والأزمات, علها تشاغل وتلهي الرأي العام عن متاعب ومصاعب الداخل الضاغطة, مسخرة ما لديها من إمكانات وأبواق ورموز جعلت همها وشغلها الشاغل,النيل من سورية والإساءة لسمعتها بتوظيف لوسائل الضغوط المختلفة ولأساليب التهديد, قصد حرفها عن سياستها ومواقفها الرافضة بالأساس للحرب الظالمة على العراق, ولسياسة واشنطن العامة تجاه الصراع العربي- الإسرائيلي والقضية الفلسطينية. وإذا كانت أدبياتنا تمنعنا من الانجرار والدخول في مهاترات مع رموز الحقبة الأمريكية المتسللين إلى مواقع في الساحة العراقية وغيرها, فإن ذلك لا يمنع من نصح هؤلاء:ألا يغرقوا في الشطط ويذهبوا بعيداً في الرهان على الأجنبي والاستقواء به, سواء على سورية أم الوطن العراقي المدمى المسلوب الإرادة والمحكوم ب (ديمقراطية الموت والحديد والنار) الأمريكية, وأن يدركوا قبل فوات الأوان و(خراب البصرة) أن لعب دور (حصان طروادة), والتنصل المشترك لهم وللاحتلال من المسؤولية والورطة,بإزكاء الفتن والحرائق وتعميم الفوضى وحمامات الدم وإلقاء التبعات هنا وهناك لن يفيد, وأن سياسة التجني والاستهداف عبثٌ ومناورة فاشلة أسقطتها وتسقطها الإجراءات السورية الميدانية على طول الحدود, وأرقام مئات المسلحين الذين اعتقلتهم دمشق وسلمتهم لبلدانهم لمحاكمتهم, ويدحضها التعاون الذي لا تزال تبديه دونما تجاوب وبنكران وعدم التزام أو تحمل للمسؤولية, من الطرف أو الأطراف الأخرى الغازية المعنية المباشرة بالجانب الآخر والمقابل للحدود,وبتأمين الأمن والاستقرار للعراق الشقيق وأبنائه والذي لن يتحقق, بغير جلاء المحتل الأمريكي نهائيا عن أرضه وتركه يقرر بحرية مصيره بنفسه. |
|