تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


رائد خليل .... ولعبة الظلال والكلام

ثقافة
الأحد 25/9/2005
براء الأحمد

.. مسيرته الفنية غنية بأعمال ولدت من صميم الواقع ومن قلب الأزمات والمعاناة والانكسارات سواء كانت اجتماعية أم سياسية أم اقتصادية ..

حاولت من خلالها تسجيل ايحاءات هذا الواقع المضطرب بخطوط سوداوية ورؤى ساخرة , تميزت بأعمال لامست وجع الفقراء والمستضعفين في العالم فتبنى قضيتهم وعبر عن آرائهم وهمومهم وكانت له العديد من المعارض الدولية وهو عضو في جمعية الروح الطيبة العالمية وحصل على العديد من الجوائز ونال العديد من شهادات التقدير وتنشر أعماله في الصحف والدوريات العربية والعالمية .‏

نحن بصدد التحدث عن كتابه الذي صدر مؤخراًبعنوان ( الكلام عليكم ) الذي جمع أعماله التي عبرت عن تجربته في رسم الكاريكاتور .‏

الكلام عليكم‏

يقول الفنان رائد :‏

( فن الكاريكاتير فن يقوم على الجمع بين ابداع الفكرة الجادة العميقة والشكل الفني الحامل لهذه الفكرة عبر الخطوط والظلال وعبر تكسير الملامح دون طمسها والايحاء بها دون ايضاحها ايضاحاًمباشراً هذا الجمع يحرض عقل الناظر الى اللوحة ويثير مشاعره ويسهم في تكوين وعيه )‏

وبهذا تنوعت أعماله الفنية بالافكار والمضمون والشكل والأسلوب.‏

إذ أكد من خلال رسوماته وشخوصه المتعددة مكانة الطرفة ضمن قالب من النقد الساخر .‏

.. يقول الناقد التشكيلي /سعد القاسم / في مقدمة الكتاب :‏

إن رائد خليل بدأ الرسم بخطوط متقنة تحاول اختزال الشكل الذي تصوره وقد اهتم باستخدام اللونين الابيض والاسود بحكم نشره معظم رسومه في الصحف التي تعتمد الالوان . وقد ساهم ذلك الى حد كبير بتطوير امكاناته في منع التضاد اللوني واستخدام الضوء والظلال وكشفت موهبته المبكرة عن تمكنه من الحصول على التعبير الذي يريده من وجوه الاشخاص وأجسامهم ومن حركاتهم وعلاقتهم ببعض وبدت وجوه معظم شخصيات رسومه وكأنها انعكاس شكلي أو ترجمة لما في أعماقها من ألم واحباط أو انكسار .‏

وعند انتقاله لاستخدام الالوان كشف عن امكانية جديدة في خلق التناغم بين المجموعات اللونية الصالحة للاستخدام في فن الكاريكاتير ..‏

الجوع وغياب العدالة‏

قسم الناقد الأعمال الى مجموعات حسب موضوعاتها لتسهيل الدراسة والتي تعددت وغلب عليها الطابع الاجتماعي والسياسي ... ويظهر موضوع الفقر والجوع جلياً في رسوماته ويتكرر بأشكاله المتعددة .‏

وبهذا الخصوص يقول الفنان /رائد خليل /:‏

( أشعر أن قضيتي( الفقراء) وأجد ان الغالبية العظمى لاتملك مقومات الحياة الاساسية لذلك في أعمالي بحث دائم عن الحل وليس طرح المشكلة فقط ).‏

رفض الظلم‏

... في الجانب الاخر نراه يرفض الظلم والاستبداد واستغلال الناس أفرادا وشعوبا نرى في رسومه إدانة للظلم العالمي والحروب التي تشن ضد الضعفاء ويصور لنا رفضهم للحروب وللظلم وللعنصرية الإسرائيلية فهو الذي رفض مسابقة أقيمت تحت رعاية الجمعية العامة للأمم المتحدة وكان منظمها رساماً إسرائيلياً . مادعاه يقول في بيان صحفي :‏

أعد الاشتراك في مسابقة يقيمها إسرائيلي صهيوني أمراً مرفوضاً لا يليق بمواطن عربي يتعرض شعبه للعدوان والأذى اليومي على يد إسرائيل التي تحتل الجولان العربي السوري وأجزاء أخرى من الاراضي العربية وترتكب المجازر اليومية ضد الشعب الفلسطيني المحتلة أرضه والمناضل من أجل حريته وإقامته دولته المستقلة .‏

- موقفه هذا عبر عنه بمجموعة من اللوحات تظهر تعاطفه لصمود هذا الشعب وتظهر سخطه الساخر على الواقع العربي وعلى الخطب الرنانة وصدمة الانسان بواقعه وضعف الموقف العربي في مواجهة التحديات العالمية .‏

... وسخريته لم تقتصر على ذلك وانما من نواقص النفس البشرية والسلوك الاجتماعي المختل والمتخلف والاناني فتعددت اللوحات التي عبرت عن تلك المفارقات . وفي رسومات أخرى يترك الفنان المجال لنفسه للتخيل والتعمق في الفلسفة الى مسافة أبعد .‏

المثقف العربي‏

يتعاطف الفنان مع المثقف والمبدع العربي من خلال دفاعه عن حرية التعبير وما يعترض ذلك المبدع ( مفكراً أم كاتباً)من عقبات . ويظهر الصعوبات التي تواجهه في نشر موضوعاته والتي تعبر عن رأيه وموقفه ويستعرض عبر رسوماته المتعددة أشكال الأذى ومحاولات التهجين التي تطول الكاتب الحر .‏

- وفي مواضيعه الواقعية لا يتخلى عن عمق الفكرة ويقدمها بيسر وسهولة ويدافع عن حرية الابداع وينتقد العاجزين عن الحوار ويرفض محاولات إسكات أصوات المبدعين معبراً في الوقت ذاته عن ازدرائه للذين يبيعون أقلامهم وضمائرهم .‏

وفي أعماله الرياضية كانت أكثر رسوماته استنكاراً لغياب الاخلاق الرياضية عند الرياضيين .‏

ويشير الناقد : أن ثمة أفكاراً يستحبها رسامو الكاريكاتور في انحاء العالم لم يكن الفنان (رائد) بمنأى عنها كالحديث عن الجزر المقطوعة وسط المحيطات والاساطير .. ومنها ما يمكن تسميته ب (لعبة الظلال ) حين يجد رسامو الكاريكاتور في ظلال البشر والاشياء فرصة لقول فكرة ما أو صنع الدهشة والغرابة .‏

أما لعبة الكلمات ( التلاعب باللفظ ) فكانت بداية مع الحديث عن العنوان الذي اختاره الرسام للكتاب ففي بعض رسومه تظهر الكلمات من تلقاء نفسها دون ان تكون مكتوبة يشي بها المشهد العام او تطلقها الصورة وبعض هذه الكلمات هي تعابير شائعة وجد فيها الرسام مفارقة ساخره فأعاد تقديمها على طريقته .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية