انطلاقا من التجربة، ممارسة واطلاعا، أسمح لنفسي أن أحدد أبرز تلك الأركان التي تساهم في خلق وتدعيم البنية الروائية، وهي وفق كل عمل روائي كما يأتي: المكان .أي جغرافية الرواية تدل على أرضيتها أو إقليمها أو حدود وجودها المادي. وهو الارضية التي سترتسم عليها حيوية النص الروائي. الزمان، وتحديدا الزمن الروائي. وهو الفضاء الذي تسبح فيه خيوط الرواية لتتحرك الاحداث والافكار، وهو المقياس الناظم لنبض العمل، وهو في كثير من الاحوال نقطة التوازن بين الزمن التاريخي والحدث الروائي، ولتنظيم العلاقة بين الزمن الفائت والقادم، أي أنه يربط الرواية بالسياق التاريخي من طرف والواقع الى الوصول الى مايجب ان يكون عليه المستقبل. الانسان، وهو الركن الاساس في تلك البنية، بشرياً كان أم غيره والإنسان متمثلاً في العمود الفقري للرواية يتجلى في المكان/ الزماني كمولد فعال للطاقة الروائية الفعالة، وهو البداية والنهاية والغاية من اية مسيرة. وهكذا يتحول نبض الروح الانساني الى نبض فني هو الذي يدفع بالدورة الدموية للرواية لتحقق فعاليتها والغاية من تكونها. الحدث، وهو الحدث الرئيسي الذي تدور من حوله الاحداث المكملة. والحدث هذا كشف حقيقي عن موقع الانسان في المكان وفي الزمن المحدد، وهو الديناميكية التي تولد الحيوية الكلية وتبعد النص الروائي عن جمود الانشاء اللغوي وتقرب الرواية من الجوهر الفني كي يظهرالتفرد وتبرز الخصوصية. الفكرة او البؤرة المنطقية التي لاتتوقف عن الاشعاع في جسد الرواية. ولايمكن لعمل روائي ان يكون متكاملا دون الفكرة الام اي البؤرة المنطقية التي تساهم في تكوين الاحداث وهي تنطلق من نقطة ماكالتأكيد على (الحرية) مثلا او (العدل) او (القلق).. الومضات المشعة ، وهو المواقف او الاقوال وغيرها لتشدد على قوتها في مسيرة الوجود الروائي من زواياه المختلفة، من انسانية واجتماعية وبيئية وكونية، وتوهج تلك الومضات المشعة تعطي العمل الروائي عادة خصوصية تساهم في استقرار الرواية في روح قارئها لزمن اطول. واقول هل ان ماذكرت هو قاعدة لايمكن الخروج عنها، ام هو انطلاقة لمعرفة افضل نتعرف بها على عملية الحياكة الروائية.‏ ‏