وجبة ثقافية
ملحق ثقافي الثلاثاء 16/1/2007 غازي حسين العلي الخميس الماضي استوقفني أحد الزملاء وطرح عليّ السؤال التالي:ما هو المعيار الذي تعتمدونه في اختيار الموضوع الجيد الذي تجب إجازته للنشر؟
وبالصدفة كنّا قد أجزنا موضوعاً للنشر في الملحق للسيد عادل نايف البعيني بعنوان (النقد الأدبي..مزاجية الناقد ومافيات التعصب)ويتحدث في واحدة من فقراته عن الناقد وحالته النفسية عند قراءة النص الذي يود الكتابة عنه.ويتساءل عن نظرة الناقد نفسه حيال النص نفسه,إذا ما أراد الكتابة عنه في وقت لاحق. وقبل أن أطّلع على هذا التساؤل,الذي أعتقد أنه في غاية الأهمية,كنت أحرص دوماً على أن أقرأ الموضوع,أي موضوع مطروح للنشر,في لحظات الصفاء,والسبب بكل بساطة,أنني لا أستطيع القراءة وأنا في حال من التوتر والاضطراب. أما جوابي على سؤال الزميل,فيمكن تلخيصه بالتالي:إن الموضوع الجيد,لغة وفكرة,يجيز نفسه بنفسه,ولم أشعر يوماً حيال هذا المستوى من الموضوعات أي حرج أو حيرة في إجازته للنشر,والشيء الوحيد الذي يمكن أن أتوقف عنده,هو مدى أهمية هذا الموضوع أو ذاك بالنسبة للقارئ وما هي الفائدة المرجوة منه. على أن مثل هذه الإجابة تظل قاصرة عن الإلمام بالتفاصيل العابرة التي غالباً ما تطرأ أثناء عملية الفرز,أو الهمّ الأسبوعي الذي يتمثل في اختيار الأفضل,وهذا بحد ذاته مشكلة المشاكل,وكثيراً ما تتقاطع مع الرغبة في عدم تكرار الأسماء,والجنوح نحو التنوع الذي هو ضرورة نحرص عليها. ورغم حجم الملحق بصفحاته الست عشرة,والذي لا يساعدنا في تقديم بانوراما ثقافية غنية,فإن محاولاتنا في تحقيق هذا الهدف غالباً ما تنجح,ولعل من أهم أسباب هذا النجاح,التعاون الذي أبداه ويبديه معظم الكتّاب في سورية,وهو ما ساعدنا بالفعل على تجاوز ضعفنا في تحقيق ما نصبو إليه,وهو تقديم وجبة ثقافية أسبوعية أصيلة,نأمل أن تزداد اتساعاً وتنوعاً مع الأيام.
|