تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


مشروع تطوير أم مراوحة في المكان

ملحق ثقافي
الثلاثاء 16/1/2007
جوان جان

شهدت الأيام الأخيرة من العام الماضي والأيام الأولى من العام الحالي عقد أربعة اجتماعات في مسرح القباني لمناقشة وضع مديرية المسارح والموسيقا، حيث طُرِح على بساط البحث مشروع مناقشة تحويل المديرية إلى هيئة عامة مع ما يستتبع ذلك من تعديلات وإضافات على طبيعة عمل المديرية، وقد تميزت الاجتماعات بحضور لا بأس به من المسرحيين الذين ساهم قسم كبير منهم بإبداء وجهة نظره بهذا المشروع في سلبياته وإيجابياته .

والواقع أن بحث شؤون المسرح في سورية أصبح أكثر من ملح في ضوء العديد من المشاكل والعقبات التي لازالت تعترض طريق تقدمه وتطوره وتوسيع قاعدته، وكان من الملاحظ في الآراء التي طُرِحت في الاجتماعات المذكورة حرص المسرحيين على أن تكون كل الخطوات التي تخطوها وزارة الثقافة ومديرية المسارح والموسيقا منصبة باتجاه مصلحة المسرحيين ومساعدتهم على تطوير وسائل عملهم، وهم الذين لم يوفروا أياً من الاجتماعات الأربعة التي عُقِدت لإيصال وجهة نظرهم إلى المعنيين بالشأن الثقافي والمسرحي، مستغلين تواجد وزير الثقافة في أحد هذه الاجتماعات لمدة ساعتين ونصف لطرح ما عندهم من ملاحظات على المشروع وتطلعات تهدف إلى تعزيز دور المسرح في سورية لإدراكهم أن د.رياض نعسان آغا هو بالدرجة الأولى رجل دراما ومن الطبيعي أن يدرك مدى ما يمكن أن يعانيه العاملون في هذا الحقل من منغصات طال الحديث وكثر الكلام عنها في مناسبات عديدة دون أن يجدي الحديث أو ينفع الكلام . إن المطلع على مشروع القانون المتعلق بتحويل مديرية المسارح إلى هيئة عامة يلمس الكثير من النقاط التي أحاط بها المشروع، لكنه في الوقت نفسه يلاحظ العديد من النواقص التي يأتي في مقدمتها عدم ورود أية عبارة أو فقرة تحدد طبيعة العلاقة بين الهيئة من جهة والكتّاب المسرحيين المحليين الذين ستقدم لهم الهيئة أعمالهم المسرحية من جهة أخرى، ذلك أن الوقائع تشير إلى أن الحقوق المادية والأدبية للكاتب المسرحي المحلي في أدنى درجاتها في طبيعة عمل مديرية المسارح، فمازالت مكافأة الكاتب المسرحي تخضع للأمزجة دون وجود معايير محددة في هذا الإطار، وهي تعد من أقل المكافآت المخصصة لأسرة العمل المسرحي، كما أن الحقوق الأدبية للكاتب غير مصانة ويمكن لأي مخرج أن ينحي اسم الكاتب المسرحي جانباً دون أن يجد من يقول له لماذا فعلتَ ذلك (وقد تعرضت شخصياً في السنوات الأخيرة لثلاث محاولات سطو أدبي من قبل ثلاثة من الأفّاقين المسرحيين باءت جميعها بالفشل لكون مكان عملي داخل المطبخ المسرحي -مديرية المسارح- ولكن ليس كل كتّاب المسرح في بلدنا لهم مكاتب عمل في مديرية المسارح حتى يتمكنوا من الدفاع عن حقوقهم الأدبية قبل المادية) لذلك أرى أن الهيئة المرتقبة يجب أن تكون معنية قبل كل شيء بتنظيم العلاقة الحالية غير الصحية بين مديرية المسارح والكتّاب المسرحيين لجهة العمل على حفظ حقوقهم المادية والمعنوية . وفي إطار الحديث عن اجتماعات المسرحيين يمكن أن نشير إلى تواجد عدد ممن كان لوجودهم في الاجتماعات أثر إيجابي مرتبط بواقع خبرتهم الإدارية أو الفنية الطويلة كالأساتذة دريد لحام وأسعد فضة وفؤاد بلاط وعلي القيم وحنان قصاب حسن وعجاج سليم وجيانا عيد ومدير المسارح بساد ديوب.. وغيرهم . ويبقى السؤال الهام قائماً هل ستشهد الشهور القادمة المزيد من الالتفات نحو المسرح خاصة ونحن على أبواب دمشق عاصمة للثقافة العربية في العام 2008؟ أم سيبقى المسرح فناً مهملاً ومنسياً كما كان دائماً؟‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية