تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


ما بقي من رصيد العمر

ملحق ثقافي
الثلاثاء 16/1/2007
محمود علي السعيد

ضع كل حدائق اليباس في زمهرير الموت واترك خصلة عشب أرقّ من القبلة على شرفة صدر عاشق أنهكته بوصلة الانتظار كسرة الزجاج العتيقة في فلاة برية الروح بلمعانها الخافت الأنيس أجمل من جوهرة الجسد المعاصرة بلسعات وهجها السقيم ككاتم صوت المسدس

ما بين وجهي عملة الوجود الفجّ والطازج قشرة غبطة رقيقة الملمس تثقبها نظرة فلاح لملم حصاد موسمه من بين فكّي كماشة الفاقة > على عتبة رصيف الدقائق السالفة جلست أرقب لمسات ودّ القبّرات لمسا كب القطن البلدي وخفقة جناح فراشة شجرة الورد الجوري لقبلات شمعات الصباح المضرّج بدم الضوء المنعش وأنا أحصي ما بقي من رصيد العمر في مصرف الضجيج أخط على ورقة الصباح مسيرة حافلة التسكع وأشطب بقلم المساء تلال أوهام الحضور الساقط كحبة توت على مسند شباك هرم ماذا يبقى من وشوشات العصف الوجودي في الغصن الربيعي الأهيف سوى لمعات شطحة فنان تسللت خطوات فرشاته بين درجات سلم ألوانه الموسيقي تحن ضلوع الموت اليابسة كحزمة القصب الى ساقية الخضرة الواصلة بين قطبي طفلة تبزغ الشمس في جبهة عينيها البراقتين وقامة شيخ عجفاء تترنح على صليات عصا الدقائق المنهمرة كشتاء البعد الآخر في الأسطورة لا تتمسك بخيط سراب الصلصال المتدرج كقطع الفسيفساء على نصاعة ابتسامة اللحظة قف قليلاً عن التوقيع ما عادت سجادة القلب تطيق جلوس مسطرة التوجع على عتبات نبضها المغلق كقفل حارتنا الصدىء‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية