تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الحبيب الالكتروني

شباب
الاربعاء 17/1/2007
آنا عزيز خضر

دلت إحصاءات عديدة في سورية عن استخدام الانترنت بأنه يتم اعتماده بنسبة 28% كوسيلة ثقافية اتصالية

للحصول على المعلومات من قبل الشباب وهي آخر الوسائل التي يستخدمونها بعد التلفزيون والصحف والمؤسسات التعليمية والكتب هذا من جهة ومن جهة ثانية اعتمد عليها بعض الشباب لتوسيع علاقاتهم الاجتماعية بل وتمادوا في هذه الحالة إذ نسجوا علاقات عاطفية بعيدة كل البعد عن المعقولية وبدؤوا يدورون في عوالم من الوهم تطلق أفكارهم وآراءهم وأحلامهم تاركين أرض الواقع نحو حبيب الكتروني يبثونه عواطفهم ومشاعرهم حتى الوصول إلى درجة الضياع فإحدى الشابات بدأت محادثاتها عبر الانترنيت بشكل بريء تطورت شيئا فشيئا إلى علاقة عاطفية لم تتمكن من الاستغناء عنها كي ينتهي بها الأمر إلى طلب الطلاق من زوجها لتدور في ذاك العالم الوهمي والساحر لها فما الخلل الذي عشش بداخلها وما الظروف التي تعيشها حتى تكون أمثال هكذا محادثات بديلا من بيتها وأسرتها.‏

شابة أخرى وصل عدد مدفوعات اتصالاتها مع حبيبها الالكتروني مبلغا خياليا وصل 250000 ل.س وهذا إن دل يدل على أزمات اجتماعية وقيود وضغوط يهربون منها إلى ذلك الفضاء الرحب حالة أخرى حيث أحد الشباب اليافعين وبعد قضاء شهور وشهور على الانترنت يبث الأشواق والغزل والحب يكتشف أن تلك الحبيبة تكبر والدته بسنوات عديدة فعاش الصدمة والخيبة لمدة طويلة قبل أن يصحو منها.‏

عن الانترنت واللجوء اليه من قبل الشباب حدثنا الاختصاصي الاجتماعي الاستاذ ( عيسى شعبان) فقال: مرحلة الشباب هي فترة إثبات الذات ومرحلة العبور إلى عالم الكبار وعندما يتم الاستهتار بآراء الشاب وعواطفه وشخصيته وينظر اليه بشيء من التصغير والاستهزاء وعدم الاحترام فإنه يتجه إلى عوالم جديدة تكون ملاذا يرتاح اليه و يمثل شكلاً حراً من أشكال التعبير عن الذات يعبر من خلاله عن نفسه وآرائه دون قيود ومحددات تحاصره ,ونحن هنا أمام مشكلة اجتماعية نفسية تساعد ذاك الشاب بتصدير أزماته وإثبات شخصيته, فأساس المشكلة يحمل أكثر من بعد أوله التربية و الخاطئة العادات الاجتماعية, والمحرمات الممنوع الحديث فيها من قبل الشاب, فمصادرة حريته يجعله يبحث عن مفر يحميه من كل تلك القيود يعبر خلالها عن حاجاته المكبوتة التي قد تكون مثلا الحاجة إلى الحوار, ما يفرض علينا أن نعطي الشاب المجال للإحساس بثقته بنفسه وتعويده على أن يكون واضحا وصريحا, ونخلصه من اللاءات الاجتماعية الكثيرة والقيود الاجتماعية ,واعطاؤه المجال للنقاش والاستماع والاقناع, فالزمن لم يعد بيتي ولا مجتمعي إنه زمن العولمة وما لم تكن شبكة من العلاقات الاجتماعية التي يسودها الاحترام والحوار و الاقناع وآلية التفكير السليمة بعيدا عن التلقين والضغط والإملاء أو الترهيب والتخويف , وبالتالي لن يسيطر الانترنت بهذا الشكل الطاغي ولن يغرم الشاب عبر الانترنت بحبيب وهمي هروبا ً من واقعه النفس والاجتماعي.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية