تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


نافذة الأسبوع ...خلاعة الفضاء وقصورنا

شباب
الاربعاء 17/1/2007
لينا ديوب

في وقت يزداد فيه التشجيع على جعل جميع الفئات والأعمار على تواصل عبر الانترنت,تظهر مخاوف هنا وهناك ,

وتثير وسائل الاعلام الاشكاليات التي تسببها الانترنت لدى الشباب وفي مقدمتها الادمان على المواقع الاباحية,لدرجة اعتبر البعض فيها أن سبب ازدياد انتشار الايدز في البلاد العربية هي الأنترنت ,وسبب ازدياد التحرش والاعتداءات الجنسية في الشارع هو أيضا.‏

لكن اذا كانت تلك المخاوف صحيحة هل نحمل الشبكة عبئها?أم نلتفت نحن الى قصورنا مع أبنائنا?صحيح ان هناك ما يربو على 1,3مليون موقع خلاعي يعرض على الشبكة العالمية,وعدد زوار الشبكة من الشباب العربي في تزايد وأغلب الدراسات تشير الى أن التركيز على المواقع الاباحية.وفي الوقت نفسه تشير الدراسات والبحوث الاجتماعية أن الشباب يلجأون الى الشبكة لاختراق حالة الفصل بين الجنسين ولتجاوز ثقافة سائدة تحاول طمس كل ما هو جنس وامرأة,وأن الشباب العربي بحاجة لمعلومات صحيحة ومفصلة والانترنت تقلص الفراغ المعلوماتي وتوفر فرصة للتعامل مع الجنس الآخر وهو امر غير متوفر بالمجتمع غالبا,فأصبحت الأنترنت أساس لعلاقات جديدة بين الجنسين لا يتيحها المجتمع.‏

ومهما يكن من أمر وبعيدا عن الأحكام الأخلاقية على الانترنت,فقد يشد الفضول والانبهار الشاب لمتابعة تلك المواقع لكن ما ان يشبع الشاب فضوله فستصبح الانترنت أداة تثقيفية اذا كان طبيعيا.وفي حالة الادمان فان الشباب مرضى نفسيون و يحتاجون لعلاج .‏

أما أن نلعن الشبكة ونوجه الاتهامات لها فلن يغير في الأمر شيئا فهي الى تطور وازدياد,والمواد والمواقع الخلاعية تجارة لها قادتها العالميون وتقف وراء تصميمها أنظمة متكاملة ومعقدة ومؤسسات ذات خبرة في التكنولوجيا وعلم النفس.وخطرها على الأجيال ممكن بعلاقة سليمة مع أبنائنا قائمة على الحوار والتشجيع على المعرفة و تأمين أماكن لقاء أنشطة وهذا يحتاج الى تضافر جهود الأهل والحكومة والمؤسسات التعليمية والادارات المحلية,بعدم ترك بيئتهم الاجتماعية الاقتصادية مهيأة لهم ليكونوا فريسة لخلاعة الانترنت وغيره.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية