|
حدث وتعليق وتجاوز عثرات مصطنعة ظلت تحول حتى الان دون بلوغ هذه العلاقات المستوى المطلوب لما فيه خير ومصلحة الشعبين الشقيقين. والرئيس جلال طالباني الذي امضى سنوات من حياته في بلده الثاني سورية, اعلن مرارا انه لن ينسى ابدا ماقدمته سورية للعراق وللمواطنين العراقيين الذين استضافتهم في سنوات حالكة كانت معظم الدول لاتجرؤ على السماح لهم بزيارتها. غير ان عقبات عدة اثيرت في وجه الارتقاء بهذه العلاقات في السنوات الاخيرة لايخفى ان مصدرها الاساسي هو دولة الاحتلال التي تدخل اليوم فصلا جديدا من التخبط والتيه عبر اعلان الرئيس جورج بوش عن خطته الامنية الجديدة التي ضرب من خلالها عرض الحائط بجميع التوصيات والنصائح التي قدمت لادارته بشأن سبل الخروج من المأزق العراقي وفي مقدمتها توصيات لجنة بيكر هاملتون . السياسة الاميركية الجديدة القديمةتمعن في الاساليب ذاتها التي ثبت فشلها المرة تلو الاخرى والتي قادت الى كوارث على الشعب العراقي وشعوب المنطقة وعلى الولايات المتحدة نفسها التي تجد نفسها اليوم في اكبر مأزق تعيشه منذ حرب فيتنام. العناد وعدم التبصر والغطرسة باتت سمات لازمة في وصف السياسات الاميركية في المنطقة , ومن يقدم هذا التوصيف ليس محللون من الشرق الاوسط او من كوبا وفنزويلا , بل من داخل واشنطن, بل من داخل الكونغرس الاميركي بمن في ذلك اعضاء في الحزب الجمهوري الحاكم , كما شهدنا خلال جلسات الاستماع الاخيرة للكونغرس للاميركي. ومن ضمن النصائح التي تجاهلتها هذه الادارة ضرورة اقامة حوار مع دول الجوار العراقي التي لها مصلحة حقيقية في عودة الاستقرار لهذا البلد العربي الشقيق.. الامر الذي يرتب ان يبادر جميع الشرفاء في العراق الى مد الجسور مع اشقائهم عبر الحدود لان مصلحة سورية والعراق واحدة وكل ضرر يلحق بأحدهما لا بد ان يصيب الاخر. |
|