|
ثقافة
أبو القاسم وحسن عكلا في قاعة عبد المعين الملوح بدار الثقافة. الفنان أبو القاسم تحدث بأن المسرح عبارة عن لحظات يقفها الممثل على خشبته وكأنه يصلي في مسجد أو كنيسة والصلاة تختلف بمقوماتها عن الصلاة الإلهية لأن المسرحي يقدم وجبة دسمة ساخنة للجمهور وكلما كانت دسمه كانت أكثر سهولة وإبداعا, متابعاً بأن الطاقة الإبداعية لدى الممثل تظهر بالبحث عن الأسباب لإيصال ما يريد ويسأل عن المنهج الصحيح ليخلق حالة إبداعية للمتلقي وتتضمن معلومات وإشكاليات وحتى يقدم الحلول ويسير إليها خلال المسرحية منوها بأن المسرحيين يعتكفون في فناء المسرح بهدف التواصل مع الجمهور بأحداث إنسانية أو اجتماعية مرت بحياتنا وقد يخطىء وقد يصيب مبيناً بأن المشكلة تكمن عندما يخطىء المسرحي وجل من لا يخطىء، وهنا يقدم الأنموذج الصحيح كي يتلقى الجمهور المعلومة الصحيحة, ولابد من المصداقية في كل الحالات.
كما أشار لبداياته بالمسرح فقد كان يعتبره عبارة عن شعارات لكن سرعان ما اكتشفت أنه مدرسة وعليه أن يتعلم مفاتيح للوصول للحقيقة ليقدمها للجمهور. وأصبح يجد صعوبة في البحث عن مفاتيح متابعاً حديثه بأنه قرأ وتمعن وشاهد كثيرا ووصل للحقيقة المزمنة للمثل ألا وهو الصدق مكتشفاً مدى أهمية الصدق مع جمهور المتلقي وبأنه لايمكن الكذب عليه أبداً متحدثاً عن صياغته لنفسه وكيفية بنائها ذاتيا أكثر ممن حملوا شهادات من خلال اطلاعه على كافة المراجع وعمله في المسرح وكأنه معبده حتى تشكلت شخصيتيه وصاغها كما يشاء وحيثما يريد وكأنها قطعة ثلج طفت وقد زار كثيرا من دول العربية والأوروبية وشاهد مدى استخدام الأساليب المتطورة في المسارح العالمية قائلاً عن مسرحيته «حديقة الحيوان» بأنه قدمها قبل أربعين عاماً مع الممثل الكبير زيناتي قدسية وإخراج وليد قوتلي لكن أعدها مع المخرج حسن عكلة بعد أربعة عقود فوجد أداءه فيها أكثر صدقا. أما المخرج حسن عكلا فتناول حديثه عن المصداقية لدى عبد الرحمن أبو القاسم ومدى نظافته وشعوره النقي وشبهه مثل قطعة الكريستال واعتبره التجربة الحية والحيوية شاهد صادق على خشبة المسرح مبيناً بأن نشاطات مدى مسرح الثقافية عبر ما تقدمه من ندوات تلتقي بمخرج متمكن وممثل ناقد مسرحي مباشره بشكل حي بهدف تقديم للجمهور كل ما لا يعرفونه عن النشاط المسرحي وعمل المخرج والممثل المسرحي والمناظر المسرحية ودور الموسيقا في المسرح مع بحث المحاور العاملة عليها. فالمسرح في التاريخ والادب والتغيير والجمال والندوات تهدف لربط المسرح مع جمهوره وخلق علاقه حميمه بين الجمهور والمسرح و المقاربة التامة بينهما من خلال رؤيه نقدية كانت قد تشكلت معه خلال الندوات. |
|