|
أبجد هوز أوقف السائق بمهارته السرفيس وقال: (شباب دبروا حالكن).. وبالفعل نزل الجميع وراح الكل المصدوم من الخوف (يدبر راسو).. بعضهم استقل (سرفيساً) آخر مكتظاً وجلس على جنب أو جلس القرفصاء.. والبعض الآخر هرول باتجاه مركز المدينة كون (السرفيس) تعطل بمقربة منها. كنت محظوظاً بتوقف رجل مسن يقود سيارة قديمة طلب مني مرافقته وقال الناس لبعضها يا بني.. جلست بجانبه.. تحدثنا بالكثير. عند أول مشهد ازدحام للنقل الداخلي لمحته عيناه اللتان تمرستا في الزمن صاح في وجهي (لما كنت بهنغاريا) كان فيه صبية أرادت أن تجلسني مكانها في باص للنقل مكتظ في وقت الذروة فأبيت وقلت لها شكراً يا عمو. واستطرد.. وفي شارع غير مزدحم في هنغاريا لا يوجد فيه غير سيارة تنتظر إشارة المرور.. استغربت وقلت للسائق لا أحد غيرك في الشارع وتنتظر الإشارة... فقال لي النظام نظام والإشارة للتقيد بها.. لو خرقت هذه الإشارة سيترتب على ذلك تعديات فيما لو شاهدني أحدهم واقتدى بسلوكي... الخوف ليس من المخالفة... وابتسم في وجهي. وتابع الرجل المسن الدمث.. في إحدى محاولاتي ركوب (سرفيس) هنا وليس في هنغاريا توقفت انتظر دوري للصعود دون (مطاحشة).. وكلما اقتربت يبعدوني بالتدافع.. وعندما قررت (المطاحشة) وأنا الرجل الكبير في السن صاح بي شاب وين رايح.. ليش (المطاحشة).. احترم حالك.. أنت رجل كبير وقدوة... ضحكت.. وهكذا في أول فرصة وبعد قروض واستدانة من هنا وهناك اشتريت سيارة لتجنب هذه المواقف. وبينما هو في حديثه معي سطعت الإشارة الحمراء والشارع غير مزدحم (تقريباً فارغ).. فتوقف... ونحن في الحديث مر بقربنا شخص يمشي وهو ينظر إلى الرجل المسن.. وقال له مع ابتسامة عريضة: الشارع فاضي عمو... شو مفكر حالك بهنغاريا.. تلمس العم الدمث رأسه وقال لي: ليكون طالع معي شي مرة وحاكيلو عن هنغاريا. |
|