|
بقلم: بيل فان أوكن ، قام البنتاغون بنشر عدد أكبر من السفن الحربية في الخليج نفسه وطائرات مقاتلة في البلدان المجاورة. وطبقاً لما جاء في مقالة نشرتها الـ «نيويورك تايمز» أن الهدف من هذه التعزيزات، هو ارسال «اشارات» عدة.. منها: تحذير ايران من أيّ محاولة لإغلاق مضيق هرمز الاستراتيجي اقناع اسرائيل بعدم مهاجمة المواقع النووية الايرانية وتفادي انتقادات الجمهوريين التي تظهر أوباما بمظهر «الضعيف» أمام ايران. وسواء تعلق الأمر أم لم يتعلق بالنوايا الحقيقية لهذه التعزيزات العسكرية الأميركية، فإن النتيجة هي زيادة حالة التأهب والحذر من التهديد بمواجهة مسلحة التي قد تؤدي إلى حرب نووية مدمرة. وستكون عواقب حرب كهذه كارثية على الحياة البشرية، من دمار واضطراب اقتصادي على مستوى المنطقة والعالم. وذكرت صحيفة «التايمز» أن «البحرية الأميركية قد ضاعفت من عدد كاسحات الألغام في المنطقة وقد تجاوز عددها الثمانية». وفي حين نشر سلاح الجو الأميركي، منذ الربيع الماضي، في القواعد الأميركية الموجودة في المنطقة طائرات مطاردة ف 22 وطائرات ف 15 الأكثر قدماً. وتضاف هذه الطائرات المقاتلة الى الطائرات المطاردة الموجودة في المنطقة كمجموعات جوية بحرية التي تقوم بدوريات مستمرة في المنطقة. وحسب «التايمز». فإن «هذه الطائرات المقاتلة الإضافية تعطي قدرة أكبر للجيش الأميركي ضد بطاريات المدفعية الساحلية المزودة بصواريخ يمكنها عرقلة الملاحة وضرب أهداف أخرى بعيدة المدى الموجودة بعيداً في الداخل الايراني. زد على ذلك، أرسل الجيش الى الخليج يواس اس بونس، وهو عبارة عن سفينة نقل برمائية جرى تحويلها إلى «قاعدة عائمة متقدمة» مزودة بجسر هبوط للطائرات المروحية، وبممشى عائم وعدد كبير من المهابط لقوات العمليات الخاصة، والتي يمكن استخدامها كمنصة عائمة للهجمات البحرية والجوية والبرية الموجهة ضد ايران. مقال «التايمز» الذي يحاول تبرير المحاولة المتعمدة لحكومة أوباما ووزارة الدفاع (البنتاغون) اخافة ايران، من خلال لهجة تفيض بالتهديد والوعيد الصادرة عن «كبار المسؤولين في الإدارة الاميركية» وقد ظلت مبطنة، وقد عبر عن ذلك أحد المسؤولين بالقول:« عندما يقول الرئيس أن هناك خيارات أخرى على الطاولة خارج المفاوضات، والمقصود، هو التلميح إلى التعزيزات العسكرية في الخليج والرسالة الموجهة إلى ايران بالقول:« لا تفكروا بذلك» يعني ذلك «لا تفكروا بإغلاق مضيق مركز، سنقوم بتنظيف الألغام». لا تفكروا بإرسال زوارقكم السريعة لمضايقة بواخرنا وملاحتنا التجارية. لأننا سوف ندفنها في قاع الخليج». أمّا الرسالة الفعلية للولايات المتحدة هي أنها تعتبر الخليج كبحيرة أميركية ضمن شروط حيث الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون يصعّدون من حدة العقوبات الاقتصادية التي هي أشبه بالحصار، أو العمل العسكري. الاتحاد الأوروبي الذي كان يعد من بين الخمسة الأكثر استيراداً للنفط الايراني، فرضت حظراً تاماً على هذا النفط. وهذا القرار أعقب عقوبات أشد فرضتها الولايات المتحدة وهذه التدابير تضاف إلى حزمة عقوبات اعتمدتها سابقاً، والتي خفضت بموجبها الصادرات النفطية من ايران الى حوالي 40 بالمئة منذ العام الماضي. الهدف الواضح من هذه العقوبات هو اجبار الحكومة الايرانية على الرضوخ أمام الانذارات الغربية التي تستهدف البرنامج النووي الايراني. فالولايات المتحدة وحلفاؤها قدموا عدة مرات اتهامات لا تستند إلى أساس على أن الحكومة الايرانية تسعى الى تطوير أسلحة نووية. طهران من جانبها ترفض هذه الادعاءات بالإصرار على أن برنامجها كان ولا يزال ذا طبيعة سلمية. وقد ذكر كبار المسؤولين في وزارة الدفاع (البنتاغون) صراحة لصحيفة «نيويورك تايمز»أن المواجهة في موضوع البرنامج النووي الايراني كان في جزء كبير منه ذريعة للجوء الى عدوان اقتصادي وعسكري في اطار المصالح الاستراتيجية الأميركية. وبمعنى آخر، تعتبر ايران عقبة في وجه«طموحات الهيمنة» الأميركية في مناطق غنية بالنفط في الخليج واسيا الوسطى. وبعد أن خاضت الولايات المتحدة في العقد الأخير حربين في أفغانستان والعراق، فإن الولايات المتحدة تعد العدة حالياً لخوض حرب ثالثة أشد خطراً ضد البلد الذي يقع بين هذين البلدين، وهو ايران. وجاء رد فعل البرلمان الايراني على تصعيد العدوان الغربي عبر التهديد بإغلاق مضيق هرمز الاستراتيجي في وجه الملاحة القادمة من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول أخرى دعمت الحظر ضد النفط الايراني. وقد جرى اعتماد هذا القرار من قبل لجنة الأمن القومي و السياسة الخارجية في البرلمان وقد مهر بتوقيع 120 عضواً. الناطق الرسمي باسم الحكومة قال إذا ما تمت المصادقة على هذا الإجراء بأغلبية البرلمان، فإنه سيصبح لزاماً على طهران تطبيقه والعمل بموجبه. في تلك الأثناء، بدأ الحرس الثوري الايراني مناورات عسكرية لمدة ثلاثة أيام، وذلك بإطلاق صواريخ بالستية متوسطة المدى على أهداف معادية أقيمت في الصحراء الايرانية. أحد تلك الصواريخ هو شهاب 3 الذي يصل مداه الى 800 ميل (أي 130 كم2) وهو قادر على الوصول الى اسرائيل والقواعد العسكرية الأميركية الموجودة في المنطقة. وقال الجنرال حسين سلامي موضحاً تجارب الإطلاق أن ذلك هو «الرد على عدم اللياقة السياسية لأولئك الذين يقولون إن كل الخيارات على الطاولة». كما التقى المسؤولون الايرانيون بأهالي الضحايا 209 أشخاص الذين قضوا في تحطم طائرة تابعة لشركة الطيران الايرانية عام 1988، وقد أقيمت الذكرى السنوية الرابعة والعشرون لهذا الحادث في بندر عباس، الميناء الايراني حيث أسقطت هذه الطائرات بعد اقلاعها بصاروخ أطلق من طراد أميركي يواس اس فينسن. وفي بيان نشرته وزارة الخارجية الايرانية، جاء فيه أن «هذه الجريمة الوحشية هي الدليل الملموس على براءة الأمة الإيرانية، وهي شهادة دامغة على أن الولايات المتحدة لاتلتزم باحترام أي قاعدة أو مبدأ قانوني وأخلاقي دولي، وستظل هذه الجريمة ماثلة في الذاكرة التاريخية للأمة الايرانية». |
|