تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


بين الموقفين الروسي والغربي!!

نافذة على حدث
الأربعاء 18-7-2012
حسين صقر

على أي قاعدة يريد داعمو الإرهاب ورعاته ومصدروه أن يكون حل الأزمة قي سورية، سؤال محير باتت الإجابة عليه في غاية الصعوبة،

وهذه الصعوبة لم تأت من فراغ، إنما جاءت نتيجة اصطدام المواقف والمبادرات والخطوات والطروحات الداعية لإيجاد مخرج آمن وحل منطقي لتلك الأزمة بجدار التعنت والرفض الأعمى لأطراف المعارضة المسلحة لأي حل على قاعدة الحوار البناء.‏

من أهم تلك المبادرات والمواقف ما يصدر باستمرار عن الدولة الروسية الصديقة العظمى، والتي لم تر غير السوريين أناساً مناسبين لإيجاد حل يجنب بلادهم الفوضى التي تريد أميركا تعميمها في المنطقة لتحقيق غاياتها ومآربها وتثبت للعالم أجمع أنها الدولة الوحيدة التي تأمر فتُطاع، وهي الأقدر على إيجاد البيئات المناسبة لشعوب هذه المنطقة.‏

من المفترض أن يصوت اليوم مجلس الأمن على مشروع القرار الغربي لفرض عقوبات جديدة على سورية، أو ربما اتخاذ خطوات وتدابير تحت الفصل السابع، وروسيا لا ترى في هذه الخطوات وما يشبهها إلا مزيداً من التصعيد لتعقيد الأوضاع أكثر، لكونها متأكدة أن تمديد صلاحيات بعثة المراقبين الدوليين، وتطبيق خطة أنان، والعمل بوثيقة جنيف، فقط هي المخرج المثالي من دائرة التوتر التي تحيط بالسوريين قيادة وشعباً، ولكونها تعلم أيضاً أن الحوار هو السبيل الأوحد لتجاوز المرحلة الراهنة مهما طال مسار ذلك السبيل.‏

من المؤكد أن روسيا حتى الآن ترى النصف المملوء من الكأس ومتفائلة إلى الحدود القصوى بأن شمس الحقيقة سوف تجلي كل الغمامات التي أراد أصحاب المشروع الأميركي الغربي عبرها تشويه صورة ما يجري من أحداث، ومطالبه حتى الآن مشروعة ومقدور عليها، إذ لا تريد من مجلس الأمن والمجتمع الدولي أكثر من إمكاناتهما، لقناعتها المطلقة بأن داعمي الجماعات المسلحة التي تضرب سورية ومؤسساتها وتعمل على استنزاف الجيش الوطني لم تقدم حتى الآن ما يثبت حسن نيتها أو الرغبة بإنهاء أمد الأزمة التي أرقت السوريين وشلّت حياتهم نتيجة العقوبات والحصار.‏

إذاً الموقف الروسي يزداد نضوجاً وعمقاً وعقلانية وإحاطة بخطورة الأحداث وتداعياتها على المنطقة برمتها، فيما المواقف الغربية والأميركية وبعض العربية والإقليمية تنحدر سطحية وطيشاً وتهوراً، فهل يعي أولئك أخطاءهم ويدركون صوابية الموقف الروسي؟ أم سيمضون إيغالاً في النفق المظلم الذي أرادوه لأنفسهم ومن معهم؟ هذه الأسئلة وغيرها باتت برسم هؤلاء، بعد أن سيطرت عليهم نزعة الأنا وباتوا في حيرة من أمرهم، ننصحهم بالتراجع عما تورطوا به، لأن ذلك أسلم لهم ولغيرهم.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية