|
البقعة الساخنة من الأزمة في سورية , وإما بالفيتو الروسي أو الصيني أو كليهما كما سبق للمندوب الروسي في المجلس فيتالي تشوركن أن أعلن أمس , ذلك أن المواقف ومثلها الرسائل الروسية الصينية في هذا الأمر , باتت أوضح وأكثر علانية من أن يتكرر الرهان عليها, وبالتالي , يصير المراهنون المساومون على تبديلها أغبى وأكثر عمى من رؤية الأشياء على حقيقتها اليوم عن ذي قبل ! ومهما يكن من أمر هذا الصراع الدولي المتصاعد حيال الأزمة في سورية وتخريجاتها المحتملة أياً تكن , فإن السوريين , والسوريون فقط , هم من يدفعون الثمن والضريبة من دماء أبنائهم ومن أمنهم واستقرارهم , وربما أيضا من حرية قرارهم وسيادتهم في أرضهم , جراء غياب مائدة الحوار الداخلي التي يفترض أن تجمعهم أو جراء غيابهم عنها . صحيح أن الحضور الروسي الصيني السياسي في حيثيات الأزمة في سورية , سواء في صعيد المواقف المعلنة أو في كواليس المنظمات والهيئات الدولية , يمنع انفلاتها مثلما يمنع عبث الأيدي الخارجية الأميركية والإسرائيلية والغربية فيها وصب الزيت على نارها .. لكن الأصح أيضا أن ولاء مجموعة من الأطياف السياسية السورية التي تسمي نفسها معارضة .. ولاؤها للغرب ووعوده ودسائسه , ولبعض العرب من الممولين المسلحين لحراكها العنيف , هو ما يخرب صمام الأمان الروسي الصيني من جهة أولى , ويبتعد بطاولة الحوار السوري الداخلي من جهة ثانية ويمنع السوريين من الالتقاء والتحلق حولها . أمام هذا المشهد المتداخل للأزمة واستطالاتها وتداعياتها , فإن ثمة مقياسا جديدا لمعاني الوطنية السورية والانتماء إليها اليوم , هو الاستجابة لأولوية الحوار الداخلي وتلبية نداءاته أنى صدرت , وخاصة أنه الخيار الأخير الذي لن يجد السوريون بدا منه في نهاية المطاف , وأمثلة التاريخ والمجتمعات التي تؤكد ذلك كثيرة وماثلة أمامنا .. والعبرة لمن اعتبر !! |
|