تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


مشاكسات..تنوع إبداعي .. تجاري

فنون
الأربعاء 18-7-2012
فؤاد مسعد

واحدة من سمات الدراما السورية الأهم هي تنوعها ، ولكن ما المقاييس و الشروط التي تحكم هذا التنوع ؟ ما هي حدوده ؟

أهو تنوع كبير أم محدود ؟.. ربما من خلال نظرة سريعة على طبيعة الإنتاج الدرامي التي ستتبلور معالمها أكثر فأكثر مع انطلاقة صافرة البدء بالتنافس بين المسلسلات المختلفة خلال أيام ، نلحظ أن للإبداع دوراً كبيراً فيها كما أن للتجارة والبزنس دوراً واضحاً أيضاً ، دون نفي موضوع هام جداً وهو أن الإنتاج الدرامي صناعة وبالتالي شرط التجارة واجب حضوره فيه ، ولكن بنسب معقولة لا تفرمل الحالة الإبداعية ولا تخضع لشروط مسبقة من معلن أو محطة . وما حصل اليوم أن هناك أعمالاً استسلمت للسوق ولما يريده إلا أن بعضها سعى للخروج من عنق الزجاجة ليقدم تميزاً وتمايزاً ضمن هذه المعادلة وإلا فما معنى أن كفة الإنتاج ترجح للكوميديا في حين كنا نعاني من شح فيها منذ سنوات ، ربما هناك من يقع في فخ السهولة دون أن يدري أن الكوميديا هي الأصعب الأمر الذي أدركه بعضهم وحاول العمل على أساسه ، كما نلحظ صعوداً كبيراً في أسهم الإنتاج الدرامي الذي يدور في إطار البيئة الشامية .. وكل من (الكوميديا والشامي) هما المطلب الأول للمحطات لأنهما مغناطيس الإعلانات .‏

وفي المقابل نجد أن عدد الأعمال المعاصرة يتساوى إلى حد ما مع عدد أعمال البيئة الشامية ويبقى السؤال إلى حين العرض لندرك مدى ملامسة هذه الأعمال لواقع الحال وقدرتها على رصد وتناول حالات اجتماعية تهم الناس وتغوص في عمق معاناتهم ومشكلاتهم ويبقى للتاريخي الحصة الأقل في حين كان يوماً هو (بيضة القبان) لمسلسلات رمضان ، لكن يبدو أنه تنازل اليوم عن عرشه لأعمال أخرى ، كما أن هناك عملاً مأخوذاً عن رواية للكاتب الكبير حنا مينه (المصابيح الزرق) وهو من أضخم إنتاجات مؤسسة الإنتاج الدرامي التلفزيوني والإذاعي .‏

وبالتالي على الرغم من التنوع في أصناف المائدة التلفزيونية الدرامية الرمضانية إلى أن هناك تحديداً في الخيارات إلى حد ما ، نتمنى أن يتم تجاوزه من خلال السوية العالية المأمولة من الأعمال .‏

fmassad@scs.net.org

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية