تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


سخرت من دعوات داوود أوغلو عزل روسيا...أوساط حزبية وصحفية تركية : حكومة أردوغان تلعب بالنار وباتت أداة لتنفيذ ألاعيب الآخرين ضد مصلحتها

سانا- الثورة
الصفحة الأولى
الأربعاء 18-7-2012
اكد رئيس حزب الشعب الجمهوري التركي كمال قيليتشدار اوغلو ان السياسة التي تتبعها حكومة رجب طيب اردوغان حولت تركيا الى دولة تنفذ الالاعيب ضد مصلحتها كمن يلعب بالنار وباتت مجرد اداة بيد الآخرين عبر دفعها للتدخل في شؤون سورية الداخلية.

وقال قيليتشدار اوغلو في حديث نشرته صحيفة ملييت التركية ان اردوغان فقد مصداقيته وادخل نفسه في مأزق من خلال تورطه في الموضوع السوري لذلك يلجأ الى التهجم على حزب الشعب الجمهوري بعد ان فشلت حكومة حزب العدالة والتنمية في سياستها الخارجية وحرمت تركيا من دورها في تحديد قواعد اللعبة وحولتها الى دولة تنفذ الالاعيب ضد مصلحتها.‏

وسخر قيليتشدار اوغلو من تصريح وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو حول ضرورة عزل روسيا معتبرا انه مثير للضحك ويؤكد ان صاحبه لا يدرك ما يقول اذ ان هذه السياسة التي يتبعها والتي تقوم على مهاجمة سورية واعلان العداء لايران ووضع تركيا في مواجهة روسيا تهدف للتغطية على فشله دون ان يحسب خطواته او يراعي التوازن الاقليمي وقرارات مجلس الامن الدولي والاهمية الحيوية التي تشكلها سورية لروسيا والعالم انه يتناسى حقيقة ان تركيا تعتمد على روسيا في تأمين الغاز والنفط وفي موضوع الطاقة بشكل كامل الامر الذي يهدد تركيا.‏

وحذر قيليتشدار اوغلو من النتائج السلبية لسياسة حكومة حزب العدالة والتنمية لكونها لا تخدم مصالح تركيا بل مصالح الآخرين الذين يوجهون الحكومة حتى بات يمكن القول ان هذه الحكومة ليست هي من يحكم تركيا بل الآخرون.‏

وفي سياق متصل أكد الصحفي التركي باريش دوستير أن حكومة رجب طيب أردوغان تعمل كرئيس مشارك في مشروع الشرق الاوسط الكبير بناء على توجيهات واشنطن وقيامها بمهمة ساعي البريد والوسيط بين المراكز الامبريالية ودول المنطقة.‏

وأشار الصحفي التركي في مقال نشره موقع ايلك كورشون الى أن حكومة حزب العدالة والتنمية التي تدعي حرصها على حقوق الانسان ودبلوماسية المجتمع المدني في سورية قامت بتنفيذ جميع مطالب الرئيس الامريكي باراك اوباما موضحا أن حكومة أردوغان أظهرت هويتها الاسلامية في افريقيا وماضيها العثماني في الشرق الاوسط وفقا لتعليمات وأوامر واشنطن ودعمها.‏

ولفت الصحفي دوستير الى أن الولايات المتحدة سعت لابراز تركيا في الشرق الاوسط عن طريق بناء علاقات جيدة مع العالم العربي ودول المنطقة والزيارات المتواصلة الى هذه الدول واستخدمتها كنموذج للاسلام المعتدل الذي اخترعته الامبريالية مشيرا الى ان حكومة أردوغان عملت على ابعاد ايران عن سورية التي اقامت علاقات جيدة معها.‏

ورأى الصحفي دوستير أن حكومة حزب العدالة والتنمية وافقت على أن تكون اداة بيد الولايات المتحدة في سياستها الخارجية والداخلية متوهمة أنها قوة اقليمية او مرشحة لان تكون لاعبا عالميا يلعب دورا في تحديد قواعد اللعبة الاستراتيجية في المنطقة حيث اعتبر أردوغان أن مقتل 12 جنديا تركيا في افغانستان هدية للولايات المتحدة يقتضيها موقع تركيا كدولة كبيرة.‏

ورأى الصحفي دوستير أنه في الوقت الذي يتباهي فيه أردوغان باجراء الرئيس الاميركي باراك اوباما اول زيارة له الى تركيا أخرج اوباما خلال زيارته التي تحدث فيها أمام مجلس الامة التركي تعليمات عاجلة ومهام جديدة من حقيبته طلب من تركيا تنفيذها معتبرا أن اوباما كان قد حذر انقرة من المبالغة في علاقاتها مع دمشق دون تحقيقها الهدف المطلوب منها والمتمثل بتطوير العلاقات مع العالم العربي بالتزامن مع الصراع المزيف بين اسرائيل وتركيا من أجل كسر النفوذ الايراني في المنطقة.‏

وسخر الصحفي التركي من عدم قدرة وزير الخارجية التركي احمد داود أوغلو تحليل التطورات بشكل دقيق ومبالغته بقوته وامكانياته وقدرة حكومة أردوغان التي توهمت أنها الشريك الاستراتيجي والنموذجي للولايات المتحدة المنزعجة من نفوذ وتأثير الصين في افريقيا موضحا ان سياسة تصفير المشاكل مع دول الجوار ادت الى تصفير دول الجوار وخلق مشاكل عديدة مع دول المنطقة ما تسبب بخسارة تركيا واقترابها من الانقسام اكثر فاكثر.‏

وأشار الصحفي التركي الى أن حكومة حزب العدالة والتنمية اعتقدت انها ستصبح قوة اقليمية عن طريق التحول الى اداة بيد واشنطن دون ان تمارس سياسة اقليمية مركزية وتعزيز علاقاتها مع دول المنطقة ومنحهم الثقة ولعب الدور الريادي في الاتفاقيات الاقليمية.‏

ودعا الصحفي دوستير الشعب التركي الى التنبه لمخاطر سعي حكومة حزب العدالة والتنمية الى منح شركة اسرائيلية مناقصة نزع الالغام من الحدود السورية لمدة 49 سنة موضحا أن التوتر المصطنع بين اسرائيل وتركيا عبارة عن مشروع امريكي لم يعه الشعب التركي تماما.‏

ورأى الصحفي دوستير أن الولايات المتحدة وتركيا فشلتا في تحقيق أهدافهما في سورية حتى الآن حيث ادركت تركيا ان الاعتداء على سورية سيؤدي الى توتير علاقاتها مع روسيا وايران اكثر مما هي متوترة مشيرا الى ان البعض ولاسيما الليبراليين الذين يعتبرون انفسهم يساريين لم يدركوا الفرق بين الديمقراطيين والجمهوريين في الولايات المتحدة.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية