|
نافذة على حدث هي سورية .. تلك الشجرة اليانعة الباسقة التي تعانق السماء بشموخها وكبريائها، كانت، ولا تزال وستبقى، وإن كان قدرها أن ترمى بسهام الغدر. هي سورية دولة المؤسسات التي لا يمكن أن تتأثر أو تتعثر بهارب من هنا وفار من هناك للارتماء بأحضان يظن أولئك أنها أكثر دفئاً، لأنهم يجهلون ذلك الدفء ولا يعلمون هدف من هلل لهم وطبل وزمر من وراء ما أعده لهم من«حفاوة»، وبالتأكيد سورية فيها من الكفاءات والشرفاء والقادرين على ملء الفراغ الذي يحدثه أي من ناكر لنعمتها عليه، وتربيتها له منذ الصغر ونقله من كتف لأعلى. الجميع يعلم أن سورية ماضية في مشروعها المقاوم لأعداء الداخل والخارج، ولن تزيح قيد أنملة عن الطريق الذي اختارت السير عليه، لعلمها المؤكد بخطورة الطرقات وما هو الوعر منها وما المستقيم، ورغم ذلك يكابرون ويجاهرون بعدائهم لها، وينفقون الأموال ويرسلون السلاح والمرتزقة ظناً منهم أن الضربات المتتالية ستوقعها، ولا يدركون أن الضربة التي لا تميت، مع أنها موجعة لكنها تجعل الإنسان أقوى مما كان. أولئك يتنقلون بالإرهاب، ويجوبون به الأرض شرقاً وغرباً، شمالاً وجنوباً، ولم يسلم منه أحد من كفاءات سورية الكثيرة والمتعددة، كما لم يسلم منه مقر أمني أو إعلامي أو خدمي، حتى المرافق والطرقات وإشارات المرور والمحلات التجارية، ويمعنون في القتل والتخريب والاعتداءات الآثمة، ويحمّلون أنفسهم أوزاراً فوق أخرى، دون أن يلتفتون لأفعالهم الإجرامية، وما خلفوه من آثار كادت أن تدمر أمن المواطن وسكينته، وتقطع عنه لقمة عيشه، لولا الالتفاف الشعبي والتلاحم الوطني وتعاضد الجيش العربي السوري والقيادة والجماهير. لا خوف على سورية، لا خوف على الشجرة الباسقة، فمن ظلها تبعث الرطوبة إلى الأرض لتبقى أبد الدهر حية، فيما تدفع الرياح الأوراق الساقطة إلى غياهب النسيان. |
|