|
شؤون سياسية وتأجيج أتون نار الفتنة التي تحاول السلطات السورية إخمادها ، من خلال الدعوات المتكرّرة للمصالحة الوطنية ، استناداً إلى خطّة المبعوث الأممي / كوفي عنان / ومهمّة المراقبين الدوليين . ولكنّ شيوخ العربان الخليجيين ، أبوا إلاّ أن يستمرئوا في كيدهم ويهيمنوا على قرارات الجامعة المستلبة ، ولكن الفشل الذريع كان لهم بالمرصاد في كلّ مساعيهم غير الحميدة . لقد عبّرت مواقفهم عن عصبية مقيتة ، أكل الدهر عليها وشرب ، وعفا عليها الزمان بتطوراته الحضارية؛ عصبية لا تمتّ إلى العروبة الأصيلة بأي صلة ، وليس لها مثيل حتى في جاهلية جزيرتهم المسماة ( جزيرة العرب) موطن العرب الأصلي ، وهي بريئة منهم ومن عروبتهم المتصهينة بتدجين أمريكي . صحيح أنّ العرب في جاهليتهم كانت تحركهم النزعة القبلية ، فيختلفون ويتنازعون ، ولكنّ الروح العربية كانت تجمعهم و النخوة العربية توحّد صفوفهم تجاه أي عدوان خارجي . أمّا هؤلاء العربان ، الخارجين عن كلّ القيم العربية ، فقد نسوا أصولهم ، إن كانت لهم أصول عربية ، وعادوا إلى عصبية الجاهلية المقيتة ، يترجمونها بحقدهم الأعمى على أخوة لهم في سورية ؛ عصبية أيقظت نفوسهم المستعربة ، وطغت على مشاعرهم (العربية ) التي يتشدقون بها، لتبرير حرصهم المزعوم على الشعب السوري الذي أدرك نياتهم ومقاصدهم ، وهم يرسلون إليه عصابات القتل والتدمير والإرهاب . وإلاّ كيف يفسّر هذا الحقد الدفين المعشعش في صدورهم ، وهم يجبرون ( الجامعة العربية ) على إصدار قرارات جائرة متتالية بحق سورية ( قلب العروبة النابض ) ، سورية التي لم تكن إلاّ عربية الهوية والانتماء . قرارات اقتصادية وسياسية وإعلامية، مع الدعم اللامحدود للعصابات الإرهابية ، التكفيرية التي تلتقي في ممارساتها الإجرامية مع تنظيم القاعدة ، كما كشفت الأحداث المتتالية ، والقاعدة وما أدراك ما القاعدة ، بجذورها وانتماءاتها . ولم يكتفوا بكلّ ما فعلوه لتصعيد الأزمة في سورية ، والترويج لفتنة أو لحرب أهلية ، بل ذهبوا إلى مجلس الأمن فأصيبوا بالخيبة والإحباط على الرغم من حشد جهود أسيادهم في واشنطن وباريس ولندن ؛ وذهبوا إلى الجمعيّة العامة ومنيوا بالفشل في إصدار قرار ملزم تجاه سورية؛ عملوا على إفشال خطّة / عنان / ونعيها منذ أيامها الأولى ، فأصيبوا بالخيبة أمام الموقف السوري الداعم لهذه الخطّة ، إلى أن أعلن السيد / عنان / استقالته بسبب عدم تعاون هذه الدول معه لحلّ الأزمة السورية. وزيادة في فجورهم الأخلاقي ، وانحطاطهم القيمي ، وبعد تجديد مطالبتهم بإسقاط سورية في مجلس وزراء خارجيتهم الأخير (الدوحة ( 22/7/2012)، عمد العربان إلى توكيل السعودية لتقوم بالنيابة عنهم بتقديم مشروع جديد إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة ، يفرض تشديد العقوبات على سورية ، ويطالبها بالممرات الإنسانية ، وعدم استخدام (الأسلحة الكيماوية ضدّ المواطنين ، وكأن (السعودية) أصبحت الأب الحنون والأم الرؤوم للشعب السوري ، أكثر من دولته وحكومته ؟ وأصبحت السعودية وقطر ومن لفّ لفيفهما ، غيورين على الشعب السوري أكثر من أهله وأخوته . فأين كانت غيرتهم على الشعب الفلسطيني واللبناني ؟ ولماذا لم يتقدّموا بمشاريع ضدّ الكيان الصهيوني ، منذ اغتصابه فلسطين ، مروراً باعتداءاته المتكرّرة على الدول العربية ، وآخرها عدوان تموز 2006 ، على لبنان ، وعدوان 2008 على غزّة، وانتهاكاته المستمرّة للمسجد الأقصى وتهويد القدس الشريف . ولماذا يسكتون عمّا يمتلكه هذا الكيان من ترسانة أسلحة نووية وتدميرية تكفي للقضاء على منطقة الشرق الأوسط بكاملها. طبعاً ، هذا لا يهمّم لأنّهم يعتقدون أنّه لا يهدّد عروشهم ، وما دروا أنّ الساعة لم تحن بعد. وعقدت الجمعية العامة للأمم المتحدة اجتماعاً ( الجمعة 3/8/2012 ) لمناقشة المشروع ( السعودي/ العربي ) ، وأظهر /عبد الله النعيمي / المندوب السعودي في الأمم المتحدة ، فصاحته الحاقدة محمّلاً الحكومة السورية ما حدث ويحدث من أعمال العنف في سورية ولإفشال المساعي السياسيّة، ثمّ طرح بلهجة كيدية بنود المشروع المكلّف به ، مطالباً زيادة الضغوطات على السلطات السورية لتنفيذه. ولكنّ الردّ القاسي جاءه من الدكتور/ بشّار الجعفري / المندوب السوري في الأمم المتحدة بلهجته الوطنيّة الشجاعة ، مفنّداً مزاعمه ومحمّلاً دولته ومعها قطر وتركيا ، وغيرها من الدول الداعمة للمؤامرة الإرهابية في سورية والمتبنية للقرار الحالي ، مسؤولية تصعيد الأزمة وتعقيدها وإفشال خطة المبعوث الأممي في إيجاد الحلّ المناسب لها . ووصف المندوب / الجعفري / المشروع المطروح بالهستيري المضلّل لأنّه يخالف ميثاق الأمم المتحدة ويشجع على الإرهاب في سورية. فليأخذوا ما شاؤوا من القرارات الخلبيّة ، في جامعتهم أو في مؤسّسات الأمم المتحدة ، لأنّهم سيخفقون في مساعيهم غير الحميدة ، وفي أفعالهم غير الخيّرة ، وهم يعرفون في قرارة نفوسهم أنّ قراراتهم وأفعالهم الشريرة ، لا تهزّ ذرّة من صمود الشعب السوري الداعم لنظامه الوطني وجيشه العقائدي ، الذي حاز ثقة المواطنين وإعجاب الأصدقاء ، وأغاظ ببطولاته حفيظة الأعداء ، ونهم بعض العرب الغارقين في المؤامرة على سورية، والسائرين في ركب المشروع الصهيو-أمريكي ) ضد الوجود العربي . وهم يقدّمون المساعدات المالية والعسكرية للمرتزقة / الجهاديين وللعصابات الإرهابية المسلّحة التي تعتدي على الأملاك العامة والخاصة ، وتقتل المواطنين وتهجّرهم ؛ فتصوّروا كيف يقتلون القتيل ويسيرون في جنازته ؟! فيا عجباً ممّن يجهلون ، بل يتجاهلون أنّهم حاقدون ومنافقون ..! ولكنّ كيدهم سيرتدّ إلى نحورهم ، لأنّ الشعب العربي عامة ، وفي بلدانهم خاصّة ، لن يسكت طويلاً على فجورهم ، وها قد بدأت بشائره في المنامة البحرينية والقطيف السعودية ، والدور على الدوحة القطرية التي أصبحت مأوى للخونة والعملاء والمتآمرين ، وسيكون الحساب عسيراً في اللحظة المناسبة على أفعالهم المشينة ومواقفهم الكيدية ضد الشعب العربي السوري الأصيل المقاوم ، الشعب الرافض لمشاريع الهيمنة والاستعمار الجديد .. !! |
|