|
عين المجتمع أو تحصين المجتمع بتنمية حقيقية تجعله متماسكا ويمشي بالطريق الصحيح للوقوف بين غيره من المجتمعات المعاصرة, وهذا لن يتحقق إلا بالتركيز على العلم والمضي باتجاه مجتمع المعرفة الذي يتطلب استخلاص المعلومة ومعالجتها وتطويرها وربطها بغيرها، وصولا إلى ما يسمى «المعلومة المفيدة» التي تناسب المجتمع أخلاقيا وتربويا وعمليا. واذا كانت المعرفة تنقسم إلى قسمين: صريح مدون، وضمني يتبدى على شكل سلوك. فاننا نجد افتقارنا للجانبين فمازلنا نؤمن بالتلقين في المدرسة والإرشاد الديني، ولم نرتقِ إلى مستوى التعليم الذاتي أو التعلم بل نعتمد على إيصال المعلومة عن طريق طرف ثالث. مازلنا بعيدين عن مستوى التحليل، وطرح السؤال العلمي على مستوى المجتمع والاقتصاد، بالاضافة الى أن البحوث العلمية قليلة، وهذا نراه في الضياع والتخبط مع فيضان المعلومات على شبكة الإنترنت عند أغلب الفئات التي تستخدم الشبكة، لأننا لانملك القدرة على استخدام المعلومة. لذلك على الحكومة تبني هذا الخيار والتعاون على تحقيقه مع النخب الثقافية من مفكرين وأساتذة جامعات واعلاميين والاتفاق والاعتراف بين الطرفين على أهمية نمو الوعي الاجتماعي، وحدوث طفرة معرفية في الحياة الاجتماعية تدفع الناس لاتخاذ مواقف إيجابية في مختلف القضايا، والعمل على ارساء مناخ معرفي صحي ينعش الحياة الفكرية للمجتمع بأسره، و لابدّ أن تتدخل الدولة ممثلة في وزاراتها ومؤسساتها المختلفة لتنجز هذه المهمة وتقوم بهذا الجهد. وقد يكون أول أشكال التدخل أن تستقطب مهنة التدريس كوادرَ متميزة ترتقي بالعملية التعليمية . |
|