تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


ولكنها..ليست هنا..!

فضائيات
الأربعاء 8-8-2012
سعاد زاهر

وكأن شيئاً لم يحدث ولايحدث..وكأننا لازلنا كما كنا من قبل تسير الحياة بطيئة بنا ..كل يمشي الى هدفه...لاهياً.... متشاغلاً...دون حرص..غارقا في عوالمه الداخلية وهواجس مصادرة الآخر...

درامانا هذا العام تأتينا كما في كل عام... تحاول أن تصور هذه الحال التي عشناها طويلا ولكنها تبدو هنا مجرد ثرثرات هدفها تضييع الوقت..وادخالنا مجددا في متاهة التكرار ..في دوامة سوق رمضانية لاذنب لنا فيها سوى ان كل منا زبونها المحتمل..‏

ليتها تدخل في عمق تلك الحالات لماذا عشناها ..لماذا جمدتنا ...الا انها تصر على المرور عليها بسطحية ربما هربا من كل تلك الرقابات التي تحيط بها والتي تتزايد يوما اثر آخر حتى بتنا نتوقع يوما تأتينا فيه الدراما مفرغة من اي معنى حقيقي...!‏

سوق رمضان التلفزيوينة هذا العام تفرض علينا معاييرها ورؤيتها ..تريدنا أن نتبنى وجهات نظرها..ونجومها... هي الرابح ونحن الخاسرون في كل شيء...حتى تبخل علينا ولو بفكرة يمكنها ان تحرك فكرنا..او بشعور مختلف يمكنه أن يرتقي بحسنا الانساني...‏

كما لو انها فرض وواجب ..علينا اتباعه ولاينبغي مخالفته طبقا لشريعتها التلفزيونية... كل ماسبق عشناه في مراحل رمضانية سابقة. ..اما الجديد هذا العام أنها حافظت على نهجها ..على مضامينها ..على نجومها...على ذات الفكر المفرغ من أي معنى حقيقي لحياة هادرة..صاخبة...‏

تغير كل شيء ولكن بقيت الدراما كما هي...الحياة سارت في اتجاه درامي مختلف...وهي أصرت على الاحتفاظ باتجهاها كليا وكأن الحياة واقفة عند هواجس تلك المحطات الدرامية ..!‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية