تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الأدب المقارن جوهر الاختلاف والاتفاق في الآداب العالمية

كــتب
الأربعاء 8-8-2012
مانيا معروف

يعرف هنري ريماك الأدب المقارن بأنه دراسة للأدب .. وراء حدود بلد معين ودراسة العلاقات بين الأدب من جهة ومجالات أخرى من المعرفة والاعتقاد من جهة ثانية في مجالات الرسم والنحت والعمارة والموسيقا..الخ

قدم هنري ريماك بحثاً متميزاً عنوان«الرومانتيكية الغربية: التعريف والمجال» بين دفتي هذا الكتاب.. حيث قدم تعريفات معقدة للرومانتيكية.. مع تعرض مؤيدي الرومانتيكية الأوروبية لضغط أكبر بكثير من معارضيهم ليصلوا إلى تلك التعاريف..‏

تلخص مقدمة كتاب «الأدب المقارن- المنهج والمنظور» والذي ترجمه وقدم له د. فؤاد عبد المطلب.. حيث يطرح عبر اثني عشر بحثاً تتناول مختلف قضايا الدراسة الأدبية ومشكلاتها من زوايا مقارنة، نرى في الكتاب دراسات مستقلة استقلالاً كلياً.. ولكن الرابط بينها هو الاهتمام المشترك الذي يربط بين المؤلفين.. فالهاجس هو طرح الدارس في هذا الحقل الأدبي.. نسرد فيما يلي تلخيصاً حول أهم البحوث التي تناولها المؤلفون.. البحث الأول: الأدب المقارن، تعريفه ووظيفته-هنري ريماك‏

البحث الثاني: حول تعريف المصطلحات: إدوارد د. سيبر‏

البحث الثالث: التداين الأدبي والدراسات الأدبية المقارنة: جوزيف ت.شو‏

البحث الرابع: فن الترجمة: هورست فرنز‏

البحث الخامس: الأدب وعلم النفس: ليون إيدل‏

البحث السادس: الأفكار والأدب- نيوتن ب. ستالنخت‏

البحث السابع: الأدب والفنون- ماري غيثر‏

البحث الثامن: الأدب لغير المتعلمين : سيث تومبسون‏

البحث التاسع: نموذجات من المأساة الكلاسيكية- الثورة السينيكية نورمان ت.برات‏

البحث العاشر: دراسة الأنواع الأدبية: أولريش فايسشتاين‏

البحث الحادي عشر- الرمانتيكية الأوروبية الغربية- التعريف والمجال- هنري ريماك‏

البحث الثاني عشر - آداب آسيا .. آرثر إي كونست .. ونتطرق في هذا البحث والذي سندخل من خلاله إلى تقسيم آسيا إلى ثلاثة تقاليد أدبية عظيمة تتسم بالغنى قبل حلول العصور الحديثة .. حيث تأخذ ملحمة جلجامش الحيز الأكبر من الاهتمام .. وصولاً إلى أن يصبح رستام بطل الشاهناه روسلان عند بوشكين يرى كونست في بحث آداب آسيا.. بأن الأدب المقارن الذي يبدي اهتماماً بالآداب في جنوبي آسيا أو شرقها.. جملة من التساؤلات قد يطرحها المهتم بالأدب المقارن حول: التأثير والاستقبال والوسطاء، الترجمة ، الصلة التاريخية.. وغيرها من الإشكاليات المتعلقة به كمفهوم أدبي.. لم تصل به القراءات والبحوث والدراسات إلى مفهوم وصيغة مشتركة قد تكون هي الحالة المثلى.. لبقاء النقاش دائراً حول ماهية وقواعد وأسس هذا الأدب.. فالآداب بشكل عام جوهرها الاختلاف .. ولكن الوصول إلى صيغة أدبية راقية.. قبل العصور الحديثة، لم يكن هناك علاقة فيما بين الأدب في جنوبي آسيا وفي شرقها أكثر من علاقتهما بالأدب الشرق أوسطي أو الأوروبي ...‏

ويلفت الباحث أن الحقيقة الوحيدة البارزة في الأدب الآسيوي الحديث هو التأثير الأوروبي الواضح.. مع تناميه وبقوة .. والناظر لهذا التأثير المذهل.. الذي أحدثته الأفكار الغربية في مجالات الأدب الآسيوي.. سيتمنى أنه لو كان هناك طريقة مدمرة على نحو معادل ( عدم وجود استعمار) التي من خلالها يمكن تحويل تدقيق موضوعي لايخطئ إلى تقاليدنا الخاصة..‏

من المهم والمفيد فهم ماقصده الإغريق القدامى بمسرحهم .. أيضاً على الجانب الآخر الرواية وتطورها هل يجب أن يكون متطوراً حسب تطوراتها في أوروبا..‏

الأدب المقارن- المنهج والمنظور يدخل في كواليس الآداب العالمية وتأثيراتها.. وتأثرها مع شرح للخلافات القائمة بين الآداب. وقراءات الفلاسفة والأدباء عبر العصور لماهية القيم.. وتأثير الفنون بكل أطيافها ببعضها.. نذكر مثلاً من جملة ماقيل في الكتاب نفور كاريه وغويار من تركيبات واسعة النطاق في الأدب المقارن.. وهذا يدل على الحذر الشديد أما بيشوا وروسوا فقاما بتوسيع الرؤية الفرنسية.. فالفرنسيون أقل جبناً وعقائدية بكثير في التطبيق الفعلي من النظرية.‏

المصطلحات تتشابك مع الأدب المقارن: الأدب القومي.. الأدب العالمي.. الأدب العام حيث يجب إيضاح هذه المصطلحات.. لأجل تعيين مصطلحات الأدب المقارن.. فالاختلاف ربما لايكون جوهرياً.. بين طرائق البحث في الأدب القومي.. والمقارن.. تلعب الناحية الجغرافية أيضاً دورها في التمييز بين الأدب القومي.. والمقارن.. على سبيل المثال كيف هي آلية التعامل مع مؤلفين يكتبون بلغة واحدة.. وينتمون لأمم مختلفة؟؟‏

يرى الكتاب بأن معظم المقارنين أقروا بوجود تعقيد وتداخل بوجود هذه الفروقات الهامة في اللغة أو القومية أو التراث.. الاختلاف بين الأدب العالمي والمقارن من ناحية احتواء المقارن على عناصر المكان والزمان والنوع والكثافة والجغرافية.. الأدب العالمي يعتمد المكان.. ولكن ليس دائماً.. الأدب المقارن يعالج العلاقة بين بلدين فقط.. الأدب العالمي يوحي بعنصر الزمن.. فالأدب الحديث ليس مشمولاً تماماً من قبل مصطلح (الأدب العالمي) بينما الأدب المقارن فيقارن أي شيء يمكن مقارنته بغض النظر عن حداثته أو قدمه.‏

نجد في البحوث عمقاً تحليلاً.. وغوصاً في فلسفة الأدب المقارن.. وطرائقه.. واختلاف مشارب الباحثين الذين قدموه.. على الاختلاف والاتفاق في مفاصل عدة فالآداب العالمية غنية.. وغناها يكمن في تنوعها.‏

‏

الأدب المقارن.. المنهج والفنون ترجمه وقدم له. د. فؤاد عبد المطلب - تحرير: نيوتن ب. ستالكنمنت- هورست فرنز - صادر عن وزارة الثقافة 2011.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية