تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


خبراء يتداولون الشراكة مع أوروبا في ندوة

دمشق
اقتصاديات
الثلاثاء 27-10-2009م
م.ع

عقدت ندوة في مركز الشرق للدراسات الدولية يوم أمس حضرها مجموعة من خبراء الاقتصاد ناقشت التطورات الأخيرة حول الشراكة السورية الأوروبية ورغبة سورية في أخذ مهلة للبحث وتدقيق بعض جوانب الاتفاقية.

واستعرضت الندوة تاريخ اتفاقية الشراكة منذ اعلان برشلونة عام 1995 مروراً بالتأشير عليها عام 2004 ثم تعطيل التوقيع عليها من قبل الجانب الأوروبي استجابة لطلب بعض الدول الأوروبية وتحت الضغوط الأميركية، ثم اعادة تدقيق نصوصها عام 2008 واعادة تأشير نسختها الجديدة في كانون الأول 2008 ثم عودة أوروبا لتأخير التوقيع عليها لبضعة أشهر ثم اعلامها المفاجئ لسورية بتاريخ التوقيع في 26 تشرين الأول، وتأجيل سورية لموعد التوقيع.‏

وناقشت الندوة الجوانب الاقتصادية والسياسية للاتفاقية حيث أبدى بعض الباحثين حذرهم من الآثار الاقتصادية السلبية للاتفاقية على الصناعة السورية وفوات العائدات الذي تسببه للخزينة العامة وأن أوروبا تطبق ازدواجية معايير عندما تمتنع عن تحرير المنتجات الزراعية مبينين ان الاتفاقية تكاد تكون مسبقة الصنع وتركز على تحرير التجارة أكثر مما تركز على جوانب التعاون الاقتصادي وأن تجربة البلدان الأخرى التي وقعت اتفاقية الشراكة مثل الجزائر والمغرب ومصر والأردن وغيرها أظهرت أن أياً من هذه البلدان لم تحقق نموا اقتصادياً حقيقياً كما وعد اعلان برشلونة 1995.‏

وأوضح الباحثون أن هذا السبب كان وراء طرح مشروع الاتحاد من أجل المتوسط لأن الشراكة لم تعط نتائجها التي وعدت بها مشيرين الى أن أوروبا تركز على شرقها وأن رؤيتها لمصالحها قصيرة النظر فهي لاتدرك تماماً أهمية الشراكة مع دول جنوب المتوسط وان تجعلها شراكة حقيقية تنتج فوائد للجانبين وتكون مثالا في العلاقات الدولية، اضافة الى طريقة تعامل الاتحاد الاوروبي مع سورية حيث إن تجميد توقيع اتفاقية الشراكة لنحو، ست سنوات يعد تعاملاً غير مفهوم دبلوماسياً وانها قد تكون أداة لممارسة ضغوط لغايات أخرى.‏

وبين الباحثون أن سورية بذلت جهوداً على مدى 14 عاما في مجال التفاوض مع أوروبا حول الشراكة، كما انها أشرت مرتين على الاتفاقية ما يظهر جديتها في التعامل مع الاتفاقية لافتين الى انه ورغم الملاحظات فان أوروبا تبقى كتلة دولية سياسية هامة ومن المفيد لسورية أن تستمر في عملية الانخراط معها اقتصادياً وسياسياً، ورأى الباحثون أن سورية ستجد صعوبة في البقاء بعيدة عن أوروبا وهي أكبر سوق تجاري في العالم والتشارك معها يتيح امكانية لتنمية الصادرات والاستثمارات وتطوير التعاون الاقتصادي.‏

ولئن كانت سورية تنزع إلى شراكة متوازنة وندية مع أوروبا، ولم تظهر أي تردد في أي اتفاقيات متوازنة مع أطراف اقليمية، فإنها قد واجهت صعوبات وتعقيدات غير موضوعية في سياق صياغة اتفاق التعاون مع الاتحاد الأوروبي ما يدفعها إلى التدقيق كي تقوم الشراكة على أرضية صلبة تساعد في تحقيق النتائج العملية الايجابية التي تطمح اليها سورية والاتحاد الأوروبي معاً من خلال الاتفاقية.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية