|
وكالات - الثورة ولم تستطع أن تغير شيئاً في السياسة أو السلوك الإيراني, لا بل على العكس فسياسة العداء التي تنتهجها الإدارة الأميركية ورئيسها دونالد ترامب التي يصر فيها على تخويف الحلفاء والأعداء معاً, إضافة إلى انسحابه وتنصله من المعاهدات والاتفاقات الدولية ولاسيما الاتفاق النووي الإيراني الذي يعتبر أهمها, زادت من عداء الدول الأخرى لها, وأدخلت أميركا في عزلة دولية غير مسبوقة, كما زادت من مخاوف أوروبا التي مازالت تنظر إلى الاتفاق كأفضل خيار لمعالجة الملف النووي الإيراني مؤكدة تمسكها به, ما حدا بالترويكا الأوروبية إلى إنشاء آلية «إينستكس» للحفاظ على التجارة مع إيران متجاهلةً بذلك العقوبات الأميركية وما هددت به المتعاملين مع طهران من حكومات وشركات, ما يدلل على أن المحاولات اليائسة للعودة إلى زمن القطبية الأحادية والهيمنة على العالم قد ولت وذهبت إلى غير رجعة. وفي هذا الإطار أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن حقبة الهيمنة على الصعيد العالمي والإقليمي ولت وأضحت مستحيلة, ولا يمكن لأي قوة في العالم فرض إرادتها على المجتمع الدولي. واعتبر ظريف في مقال نشرته صحيفة «إيران» أمس أن النظام الدولي وصل إلى عالم ما بعد الغرب, وخاصة بعدما تضاعفت مصادر القوة في الساحة العالمية. وقال ظريف: الإجراءات غير التقليدية بما في ذلك انتهاك الالتزامات الدولية وفرض عقوبات من جانب واحد مؤشر واضح على محاولات العودة إلى النظام السابق للعلاقات الدولية الذي انتهى ولا رجعة فيه. معتبراً أنه من الطبيعي في ظل هذه الظروف أن تواجه بلاده كأحد اللاعبين الفاعلين المستقلين والمؤثرين في الساحة الدولية والإقليمية الجديدة ردود أفعال وتحديات الرجعيين والمستفيدين من النظام الدولي السابق. ولفت ظريف إلى أن بلاده تجتاز عشية العام الإيراني الجديد مرحلة مصيرية, مشدداً على الحاجة إلى إجماع وتضامن وطني وتعاطف شامل باعتباره حجر الزاوية في قوة السياسة الخارجية لتغيير الصعوبات والتحديات إلى فرص. إلى ذلك أعلن محافظ البنك المركزي الإيراني عبد الناصر همتي أنه سيتم قريباً تسجيل الآلية المالية الإيرانية مع الآلية المالية الأوروبية الخاصة المسماة «إينستكس». ونقلت وكالة إرنا الإيرانية عن همتي قوله في تصريح له: إن الآلية المالية الإيرانية الخاصة «إس تي إف آي» ستكون متناظرة مع الآلية المالية الأوروبية الخاصة المقترحة من قبل ألمانيا وبريطانيا وفرنسا. وأضاف همتي: سنستمر في استراتيجيتنا المتخذة لكيفية التوفير المالي للبلاد في ظروف الحظر عبر الأساليب والطرق الخاصة التي قمنا بوضعها خاصة عن طريق دول الجوار وسائر الشركاء التجاريين. من جهته أكد كبير مساعدي وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية الخاصة حسين جابري أنصاري أن من أولويات إيران التركيز على التعاون المشترك الثنائي والمتعدد الأطراف والقائم على المصالح المشتركة مع دول الجوار. وقال جابري أنصاري في تصريح أمس: إن إيران حققت نجاحات بهذا الشأن ونأمل أن تستمر وتزداد هذه الوتيرة لتشمل دولا متعددة في المنطقة. محذراً من المحاولات الأميركية لتفكيك التعاون الوثيق بين إيران ودول المنطقة. |
|