|
صفحة اولى ومحاولة فرض أمر واقع جديد يمنع السوريين من قطف ثمار انتصارات جيشهم على التنظيمات الإرهابية في معظم المناطق، وتتصدر الورقة الإنسانية اليوم قائمة الضغوط السياسية، بالتوازي مع تحشيد إرهابيي النصرة ومن يدور في فلكهم لتكثيف اعتداءاتهم الممنهجة على المدنيين في منطقة «خفض التصعيد»، لتتكفل الولايات المتحدة بالإجهاز تدريجيا على المدنيين الذين تحتجزهم في مخيم الركبان، مع تصعيد «التحالف» سيئ الذكر لجرائمه بحق النساء والأطفال يريف دير الزور، تحت ذريعة محاربة ذراعه الإرهابي داعش. وحملة النفاق الغربية الجديدة التي جاءت على لسان حكومات أميركا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا، لا تنفصل عن سياق المخطط العدواني الجديد المعد لسورية وشعبها في المرحلة القادمة، والتي على ما يبدو سيكون عنوانها الأبرز تصعيد الإرهاب الاقتصادي ضد السوريين.. وترويج الحكومات المذكورة لجملة أكاذيب تهدف لتشويه حقيقة الحرب الإرهابية التي تتعرض له سورية، ويشارك فيها الغرب الاستعماري في كل تفصيل من مجرياتها، ما هي إلا محاولة رخيصة لتنصل تلك الدول من دعمها المتواصل للإرهاب، ومن مسؤوليتها المباشرة عن تدمير منجزات السوريين خلال العقود الماضية.. ومحاولة تلك الدول ربط مشاركتها بإعادة الإعمار بشروط سياسية مفصلة وفق أطماعها الاستعمارية، تثير الاستهجان والسخرية في آن معا، حيث لم تطلب الدولة السورية يوما من رعاة الإرهاب المشاركة في عملية إعادة الإعمار، وإنما لم تزل تستبعدهم، وترفض بشكل قطعي أي دور لهم في تلك العملية، ما لم يعترفوا بأخطائهم، ويكفوا أيديهم عن دعم الإرهاب. وفي الخانة نفسها، يأتي تسييس الاتحاد الأوروبي المتعمد للشأن الإنساني خلال مؤتمر بروكسل لاستكمال دائرة الضغوط على الحكومة السورية، ودفع الأزمة إلى مزيد من التشابكات والتعقيد، مع أن السلوك الأوروبي منذ بداية الأزمة يثبت بالدليل القاطع مدى مساهمة الدول الأوروبية بالحرب الإرهابية والاقتصادية المفروضة على الشعب السوري، لا سيما أن الإجراءات القسرية أحادية الجانب لا تزال سيفا مسلطا تزيد من معاناة السوريين الذين يرفضون تقديم أي تنازلات لأعدائهم، وهم اليوم أكثر إصرارا على دحر ما تبقى من تنظيمات إرهابية، وإعادة بناء بلدهم بسواعدهم، ووفق قرارهم الوطني المستقل، بعيدا عن شروط وإملاءات أعدائهم من الدول الداعمة للإرهاب. أميركا والدول الأوروبية التي صدرت الإرهاب إلى سورية، وتستثمره لخدمة أطماعها الاستعمارية، تتحمل المسؤولية الكاملة عن نشر الإرهاب بكل أشكاله وأنواعه، لأنه كان في الأصل ركيزة أساسية ترتكز عليها سياساتها التدخلية في شؤون الدول المناهضة لها، ولعل الهجوم الإرهابي الأخير على مسجدي مدينة كرايس تشيرتش في نيوزيلندا، خير دليل على ما زرعته الحكومات الغربية من بذور العنصرية والكراهية والتطرف، من دون الاكتراث لعواقب ارتداده إلى عقر دارها، لأنها بكل بساطة لا تهتم بحياة شعوبها وشعوب الدول الأخرى، والإنسانية مجرد شعار زائف تتلطى وراءه لتحقيق أجنداتها التوسعية فقط. |
|