|
ملحق ثقافي يكنسُ عن وجهِ النورِ وحدتَهُ في ليلِ دمشقَ, توضأَ بي المطرُ تحرّشَ بي مثلَ ناسكٍ يطوفُ بكعبةٍ لم يكنْ ليلاً لم يكن مطراً لم أكن أنا, بل كانَ وحدي ـ ـ ـ
متأبطاً قلبي يسيرُ سألتُهُ: تستهويكَ دمشقُ؟ قالَ: وجهها سمتُ العرش قلتُ: متى أتيتَ؟ من أين؟ قال: لا هنا, لا هناكَ لا قبل, لا بعد وأنا خلقتُ الأين قلتُ: « أنتَ كما أنتَ.. أنتَ هو » قال: كم تشبهينني! قلتُ: هل سئمتَ وحدك؟ قال: وحدي كلٌّ, والكل وحدي ـ ـ ـ في ليلِ دمشقَ – لم يكنْ ليلاً كما تعرفون – طفنا في الأحياء لم نجدْ مقعداً شاغراً وكان المقهى خالياً! وحدهُ كان وضّاءً ورحباً كادَ يقول ( كنْ ) لما يجولُ في وحدي ـ ـ ـ لم يكن بحوزتهِ أوراقٌ ثبوتيةٌ لم أعرف مكان أو تاريخَ الولادة قلتُ: خرجتُ إليكَ فالعبادُ لمّا يفيقوا بعد قال: عودي إليكِ قلت: لِمَ تحسبُ عليَّ الوقتَ كما يُحسَبُ للحمقى والسكارى والمستبدينَ!؟ لِمَ يكونُ يومي مثلَ يومهم أربعاً وعشرينَ ساعة؟ قال: « كوني, ولا تصبحي » لا تخرجي منكِ- مني أطفئي الذاكرةَ تستنيري « فاللاذهابُ وصول» ـ ـ ـ قلتُ: يقضونَ في المعابدِ, هل تتخذها مقراً؟ وقلتُ: رأيتكَ في العراءِ, كنتَ أنتَ,, أنتَ هو ما عنوانُ إقامتكَ الدائم؟ قال: هنا, هناك, الآن, في هذهِ اللحظة داخلكِ, خارجكِ قلتُ: كلُّكَ عندهم.. إلاّ أنت! ـ ـ ـ في شوارعِ دمشقَ – والليلُ ليسَ كما تعرفون – عبادٌ توسدوا الدعاءَ, المحرماتِ, الفتاوى لم تكن دمشق التي تعرفون لم يكن ليلاً لم يكن مطراً لم أكن أنا, بل كان وحدي ووحدي بيتُهُ وحدي.. وحده مشينا فتمزقَ ليل دمشق |
|