تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


هذا جَناهُ الشِّعْرُ عَليَّ..

ملحق ثقافي
20/10/2009
عبد السلام المساوي / المغرب

حرّري الأخْضرَ

من فُصُولك‏

واتْركي الرّبيع يأتي‏

وَساعديني كيْ أرفَع‏

هذه السَّماء قليلاً‏

فَوْق سَمائي‏

وفوْق غُيُوم ذَكّرتْني‏

بأنّ عَينيْك بحارٌ‏

وأنّي مَحضُ خَيالٍ‏

تائه عَنْ مَزارك..‏

هَلْ كنْتُ واقعياً عنْدما دَعوتُك‏

لإعادة الدَّم‏

إلى صَخْرته‏

والرأسَ المقْطُوعة‏

إلى جُثَّتها الهَاربة‏

والقَلبَ الْخاشعَ‏

إلى صَدْر النَّزوات؟!‏

وكَمْ يَكفي لِننْسَى‏

أنّ التاريخَ الذي اشْترَيْنا‏

كانَ أضغاثَ أفْكار‏

في كَفّ الصَّائغ المَغْمُور‏

فَحرّري الْأَخْضَرَ‏

وَاجْلدي صَدْري بأُغْنية فارسيّة‏

كَيْ أَمْشي في شَوارع دمَشْقَ حافياً‏

في جَنازة أبَديَّة‏

هَلْ تَكْتُبينَ الآنَ عَلى شاهدتي:‏

هذا جَناهُ عليه الشعرُ‏

وما جَنىَ علَى أحَدٍ‏

أوْ تَشرَبين قَهْوةَ الْغُفْرانِ‏

في باحَةٍ منْ كلمَات؟‏

ها نَحْنُ الآن نَستدركُ ما فات‏

من نَبْض لَم يُؤْمن بمَنْ أيقظَه‏

منْ غَفْوةٍ فادحَة‏

وَها نَحْنُ ندرّبُ الْأَصَابعَ‏

عَلى رَسْم المُستَحيل‏

ففي السّياقِ قَمَرٌ يَعْتلي صَهْوةَ السّماء‏

الّتي: هلْ تُساعدينَني عَلى رَفْعِها‏

فَوْقَ هَواء ضَيَّعني؟‏

وفي السّياق وَجْهُك المَلائِكي‏

عَبثاً يُقْرئُني ما تَيسَّر‏

مِنْ مَجْدِ الْخُصْلتيْن‏

وَما تَعلَّمْتُ سِوى أنَّ الفارسيّةَ التي بَكتْ‏

قَد أَضاءتْ عَاصفةً منَ العَطشِ‏

تَحْتَ القُبَّة المُذهَّبَة‏

الآنَ يمْشي الحبْرُ في السَّطْر‏

ولا يَمْشي الْكَلام‏

اَلْآنَ تَرْتَبكُ الْقَصيدَةُ‏

في أَوْج نَشْوَتها‏

كَيْ تَكُوني لَها قَافِيةً‏

وَأكونَ الْحُطَام‏

أنا الغَريبُ الَّذي تَوَهَّمْتِ‏

وَمَنْ أَعْطى للتَّماثيل مَلامحَهُ‏

وَأفْتَى:‏

بأنَّ الطّريقَ نُقْطَةٌ‏

وَالْخَطْوَ مَسافَة‏

وَالْعشقَ رَحابَةٌ‏

وَالْعُمْرَ سَحَابَة‏

فَحَرّري الْأَخْضَرَ‏

كَيْ أَصيرَ بَصِيراً بعَيْنَيْكِ‏

وَاتْرُكي الرَّبيعَ يَأْتي‏

مِنْ مَجْد خُصْلَتَيْك‏

إلَى قَلْعَةٍ‏

أكونُ بها صَنَماً‏

وَتكونينَ الْعَذْراء..‏

ما غيّرتِ الصُّورُ شُخُوصَها‏

ذلكَ الْمَساء‏

عنْدَما تَمَزَّق نَعْلي في الطَّريق‏

فَأدْركني شيخُ المَحبَّة‏

ومَا كُنْتُ أدْري بأنّي‏

أَسيرُ إلى جَنْب الحَريق..‏

وأنا الغَريبُ الذي تَوهَّمْتِ‏

أنا مَنْ عَرَّى دَمَهُ‏

في مَقام النَّهاوَنْد‏

فَأعْتَقَ كمَاناً من ذَبْحٍ وَشيك‏

تَعاليْ نَقْتسمْ سَلّة الخَريف‏

فالرَّبيع آتٍ مفعما بالرغبات!!‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية