|
موقع planete non violence ولعل ثمة تزايداً مضطرداً في التقارير الصينية حول أفغانستان منذ اضطرابات إقليم سينغيانغ، ومن الواضح أن هناك قلقاً صينياً من تفاقم الأزمة في أفغانستان والتي لها تأثيرها في الأمن الوطني الصيني. ونشر المقال في 28 أيلول ويبدو توقيته مهماً لأن الحرب على مفترق طرق بسبب حركة طالبان التي تقاتل الانتشار المكثف لقوات حلف الأطلسي بقيادة الولايات المتحدة ما يؤدي إلى طريق مسدود حتى إن حلف الأطلسي يعترف أن النصر على طالبان في هذه الحرب قد يصبح غير ممكن وبأن ما تبقى هو تجنب الهزيمة وتحقيق الفوز عن طريق أفغنة الحرب. ونشر المقال له دلالة أيضاً في الوقت الذي تجري فيه إدارة أوباما مراجعة لاستراتيجيتها منذ آذار حول الحرب في أفغانستان ولاسيما أن رقاص الساعة الخاص بالنقاش في الولايات المتحدة يهتز في الأساس ما بين زيادة عديد القوات المسلحة وبين تقليص عددها والاكتفاء بعمليات ضد المتمردين والنقاش يجد حرجاً لأنه يتم في الوقت الذي يتصاعد فيه رفض الرأي العام الأميركي للتورط العسكري هناك وقد اقترحت الأمم المتحدة، عقد مؤتمر دولي حول أفغانستان في الشهر الأخير من السنة. مقال تشاينا ديلي يقدم عدة نقاط مهمة أولاً: يدعو واشنطن إلى خطة لإنهاء العمليات هناك وقد قدم هذا الطلب دون سابق إنذار أو أعذار، لأن الحرب زادت الفوضى السياسية والاجتماعية في أفغانستان ولم تجلب سلاماً ولا استقراراً كما ادعت إدارة جورج بوش، كما أنها لم تجلب فوائد ملموسة للولايات المتحدة نفسها وهي فاقدة للشرعية لذلك من الواضح أن ثمة حاجة ملحة لتعزيز المصالحة بين الجماعات الأفغانية المتناحرة وهذا الجهد يجب أن يبدأ قبل نهاية العمليات العسكرية. ثانياً: التحول الهائل في الرأي العام الأميركي، حيث إن 85% يعارضون الحرب وفقاً للاستطلاعات الأخيرة وثمة تشكيك متنام إزاء الحرب في كابيتول هيل وخصوصاً موجة العداء التي تسود داخل الحزب الديمقراطي وهذا التحول يخيم على مسار استراتيجية إدارة أوباما الذي لا يريد أن يعرض مستقبله السياسي لانتكاسة بسبب حرب لا تحظى بالشعبية. ثالثاً: يمكن طرح السؤال: ماذا نتوقع إذا وضعت الولايات المتحدة حداً للتدخل العسكري في أفغانستان؟ الجواب أن ذلك يمهد الطريق أمام تسوية سياسية ولا بديل عندئذ من مصالحة وطنية تشمل كل اللاعبين الرئيسيين الذين يمكن أن يؤدوا دوراً مؤثراً في اتخاذ قرار بشأن مستقبل البلاد ولا سيما الحكومة الأفغانية وحركة طالبان والقوى التي تسمى عادة أمراء الحرب. رابعاً: الالتباس الناجم عن المسرح السياسي الأفغاني الذي من شأنه أن يضيف إلى المشهد السياسي فوضى محلية موجودة بالفعل، فالانتخابات الرئاسية في 20 آب لم تنجح في التوصل إلى نتيجة نهائية وإن عدم اليقين الذي يخيم ويمكن أن يستمر أشهراً بعد إعادة فرز الأصوات قد يضيف حيرة أيضاً على حين أن الولايات المتحدة تدفع الرئيس حامد كرزاي لإجراء اقتراع ثان. خامساً: بناء على ذلك فإن المقال يقول إن كرزاي قد ردد بقوة في الساحة المحلية أن الولايات المتحدة ليست شريكاً موثوقاً به يمكن أن يساعد على حل الوضع الراهن وربما يطلق الرئيس الأفغاني عملية محادثات مع طالبان والقادة العسكريين الرئيسيين شرط أن توقف الولايات المتحدة عملياتها العسكرية. سادساً: يتجه المقال إلى دور المجتمع الدولي فمن جهة يدعوه إلى أن يقدم دعمه لعملية السلام أساساً داخل أفغانستان ومن ناحية أخرى يوحي بأن المجتمع الدولي يجب أن يستفيد من تنامي المشاعر المناهضة للحرب في الولايات المتحدة وتشجيع أوباما على إنهاء الحرب وسحب قواتها من هنا. وقد يجد أوباما فائدة في الضغوط الدولية على أنها عذر آخر لسحب القوات الأميركية. أخيراً، يقترح المقال أنه ما إن تسحب الولايات المتحدة قواتها من أفغانستان فمن الضروري وضع بعثة دولية لحفظ السلام لمساعدة الحكومة الأفغانية وقواتها الأمنية على أداء دور فعال في البلاد، والمقال لم يحدد طبيعة هذه القوى الدولية التي يفترض أن توضع تحت إشراف الأمم المتحدة أو سلطة إقليمية. |
|