تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


بعد أن اعتاد!

فضائيات
الأربعاء 21-10-2009م
سعاد زاهر

تدفق البث الهائل الذي يعيشه المشاهد يوميا،ألا يبرمجه على نوع محدد من التعاطي التلفزيوني،؟

فإذا تابعنا مايعرض على أغلب المحطات لوجدنا أنها تغرق بثها اليومي ببرامج ترفيهية،لاهم لها سوى أن يضيع المشاهد وقته متطلعا إليها.باعتبارها المنفذ الترفيهي الأقرب إليه،من هنا بات كل ما ينشده المتابع للتلفزيون هو تلك النوعية السهلة التي اعتادها،بشكل مبرمج...‏

والسؤال ..بعد أن اعتاد المشاهد العربي نوعية معينة من البرامج،هل بالإمكان أن نشده إلى نموذج برامجي مختلف؟هل بالإمكان أن يتم محاولة نقله ولو تدريجيا إلى أعمال أخرى،إلى تلك التي تحاكي عقله،أم انه اعتاد على كل ما يجعله غافيا،ماضيا،لايريد أن يوقظه احد،ربما الإيقاظ ليس في صالحه مادام كل شيء سيبقى على حاله..‏

بعض الموضوعات تبدو وكأنها تشكل رعباً للفضائيات فنراها منفية،يهربون منها،خوفا من ألا تقبل،أو تسوق..يستمرون في بث تلك التي شكلت عامل جذب أكيد،ومن هنا نرى عشرات الأفكار تتوالد وكأننا نعيش مع فكرة واحدة طيلة الوقت،بتنويعات مختلفة..‏

الغريب أن مختلف محاولات خرق هذا النمط من التعاطي الفضائي حتى الآن لايبدو انه ينجح..ربما السبب أنهم لايعتمدون على بث متواتر يهدف حقيقة إلى الدخول إلى الذهنية التي اعتادها المشاهد..ومن ثم العمل على تغيير تلك النمطية،غير آبهين بأن برنامجاً على هذه المحطة،وآخر على تلك ليس بإمكانهما تغيير ذهنية متكاملة بنيت خلال سنوات طويلة.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية