تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


آخر من يعلم ..من يضحك على من؟

فضائيات
الأربعاء 21-10-2009م
هند بوظو

نحن كتاب المقالات النقدية للفضائيات العربية في موقف حرج!

لماذا نستخف بهذه الكرنفالات الفنية المكرسة لخلق مساحة للاسترخاء؟‏

لماذا نحن ناكرون للجميل..نتصدى لاجتهاد أصحاب المحطات الفضائية العربية الساعين لتفكيك عقدنا،ومعالجة (فوبيا التزمت)فينا وزعزعة الانتماء التقليدي للذهاب بنا نحو العصرنة؟‏

أليس الفن أداة تنوير،والفنان بما يحمله من ثراء إنساني وفكري ،هو طليعة لتوليد العزيمة،ومثل أعلى كمبدع نحارب من خلال تفوقه العجز فينا،وبما يطرحه من قضايا ومقولات ..امتحانا صادقا لحقيقتنا..نراها..فإما نرفضها أو نصفق لها!‏

لكن:ألم يتحول هذا الفنان إلى (مادة)إعلانية لااعلامية لهذه المحطات؟ وبما يطرح عليه من أسئلة كشفت للكثيرين أنه أداة(للفرجة)؟ وامتثاله لهذه الأسئلة الساذجة أظهرت لنا حكما إفلاسه المعرفي؟‏

ما الحكمة والغرض والنية المبيتة من ضخ الميزانيات الضخمة لتنفيذ برنامج حواري فني، تتم عادة فيه استضافة نجم،(وكادت بعض الاقنية أن تتحول إلى تلفزيون النجم،نجم الصف الأول،وتنحية نجوم حقيقيين للصف الثاني والثالث).‏

في آخر من يعلم على قناة(ام بي سي)الذي تقدمه الفنانة أروى،في أول ظهور إعلامي لها كمقدمة برامج،وعلى خلاف ما جرت عليه تلك البرامج الذي يتحدث فيها الفنانون عن أنفسهم،بسياق إجاباتهم،فإن آخر من يعلم يضع الفنان،في صورة الغائب طوعا،يتم استقصاء معلومات،من مقربين إليه،معزولين في مكان آخر،لايراهم ولا يسمعهم،يتحدثون عن تفاصيل خاصة من حياة النجم الفنية والشخصية وأسرار تفشى!طريقة جديدة للضحك علينا والشاطر يفهم.‏

بعد أربعة حوارات مع نجمات (أحلام،حنان الترك،وفاء موصللي،ليلى علوي..)أود طرح سؤال على المشاهد أو المتفرج العربي،ما المتعة البصرية والفنية التي أحدثها البرنامج لديك؟‏

لقد أسقطت من اعتباري المتعة الفكرية،لأنها ساقطة سلفا من قاموس قادة الرأي في تلك المحطات،فليروني دون رجاء.‏

هل أصبح هم المواطن العربي،الاطمئنان إلى علاقات الفنانات مع بعضهن؟وأين وصلت الدعاوى القضائية بين أحلام وشمس؟‏

هل تكتمل سعادتي عندما أستمع لمشاكسات وعفرتة حنان ترك الطفلة؟واطمأن لفضائلها الراهنة؟هل أصدق كلام أحلام،عن حروبها الشعواء مع زميلاتها واستهزائها بهن وأكذب صورها على المجلات وهي تعانقهن؟‏

وحدها وفاء موصللي جعلتني أبرر لنفسي انحيازي لوعي وثقافة فنانينا السوريين الذين ينجون بذكاء من مطب التفاهة..‏

المحطات العربية ببرامجها الحوارية تلك تعمل وسط صمت من المؤسسات الرسمية والتي حاليها يقول(لله نطلب)فهل نحن في موقف حرج أم محرج؟وهل ندخل مرحلة التجريب ونفهم أن هناك فرقا بين الترويض والتنوير؟‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية