|
كتب لقد سعت كاثرين كروهن، مؤلفة العديد من كتب السيرة الذاتية للقراء الشباب، إضافة إلى كتاباتها السياسية والأدبية، أن تقدم سيرة ذاتية متوازنة عن حياة مونرو الاسطورية، التي أمضت طفولة معذبة تحت رعاية الأسر البديلة وفي دار الأيتام. لكنها عندما أتمت العشرين، قررت أن تحترف التمثيل وبدلت اسمها نورماجين، باسم فني /مارلين مونرو/.وبإصرار وجهد كبيرين، تابعت مشوارها الفني لتصبح مع مرور الزمن من أشهر نجوم السينما على مر التاريخ. وبشعرها الذهبي وتألقها في أداء أدوارها في العديد من الأفلام مثل «البعض يفضلونها ساخنة» و«بعضهم يفضلون الشقراوات» و«الناشزون»، التي سجل فيه النجمان كلارك غيبل ومارلين مونرو آخر ظهور لهما على الشاشة. في هذا التعاون بين الكاتب الكبير آرثر ميلر، الذي كتب سيناريو الفيلم، وصانع الأفلام جون هيوستن، الذي تولى إخراجه، وما أفرز مرثاة شعرية وصورة عن أفول أفلام الغرب الأميركي /أفلام رعاة البقر/. لقد ظهرت مونرو في 29 فيلماً، جسدت في معظمها شخصية أقل شأناً من ذكائها في حياتها الواقعية، وكما تؤكد مؤلفة سيرتها الذاتية كاثرين كروهن، فإن مارلين مونرو أرادت دوماً ومن أعماقها أن ينظر صانعو الأفلام والمنتجون السينمائيون إلى رغبتها بأداء الأدوار الجدية. لقد جسدت في العديد من أفلامها شخصية الحسناء الساذجة، وهذا ما جعل المعجبين بها عاجزين غالباً عن رؤية الجانب الحقيقي من شخصيتها، لذا كانت مونرو تشعر بالوحدة في معظم الأوقات، الآن الآخرون لم يدركوا حقيقتها. لقد أصبحت مشهورة جداً لدرجة جعلتها غير قادرة على عيش حياة طبيعية، بل إنها لم تتمكن من القيام بأبسط أمور الحياة اليومية، لأن حشود المعجبين وعدسات المصورين والصحفيين، كانت وراءها وتلاحقها باستمرار، لذا أمضت معظم أوقاتها حبيسة الوحدة. ذات مرة وقفت مونرو أمام حشد ضم أكثر من 15000 شخص لتؤدي أغنية مخصصة لعيد ميلاد الرئيس الأميركي الراحل جون كيندي. وشعرت بالتوتر والانفعال وبدأت تردد بصوت ناعم وهامس الأغنية، وعندما ترجلت عن المنصة، تقدم الرئيس كيندي، وقال: عيد ميلادي بهذا الصوت العذب والاسلوب الجذاب. وفي يوم الأحد 5 آب 1962 وجدت جثة مونرو في منزلها مفارقة الحياة عن عمر يناهز الـ36 عاماً فقط. وذكر تقرير الشرطة أن الوفاة حدثت بسبب جرعة مفرطة من الحبوب المنومة، لكن يمكن القول، وكما تؤكد كاتبة سيرتها الذاتية، أن الظروف المحيطة بوفاتها لا تزال غامضة إلى الآن. لقد نعاها أصدقاؤها ومحبوها بأرق العبارات ووصفوها بأعذب الكلمات. مؤكدين أنها تمتعت دوماً بصفة نورانية متألقة كالنجوم... كانت مزيجاً من الحزن والكآبة والحنين، وهي الصفات التي عاشت في ظلها، لكنها في الوقت عينه جعلت الجميع يتمنون أن يصبحوا جزءاً منها كي يشاطروها براءتها الطفولية.. فمع أنها اتسمت بالخجل إلا أنها كانت تنبض بالحيوية والحياة. تأسست عدة نواد للمعجبين بمونرو، كما أن صورتها بشعرها الذهبي وأثوابها البراقة وثغرها الجميل المزين بأحمر الشفاه وعينيها الزرقاوين، موجودة في أنحاء العالم. كما قام العديد من نجوم اليوم بتقليد ومحاكاة هيئة مارلين مونرو واسلوبها. مثل مغنية البوب العالمية مادونا. أما المغني الاسطورة /آلتون جون/ فألف أغنية تمجيداً لذكراها بعنوان /شمعة في مهب الريح/ كما كتبت صديقتها سوزان ستراسبورغ/ .. ستستمر الآن وأبداً تتلألأ بضياء أكبر مما تتصوره هي نفسها لو كتب لها البقاء. لقد أنجزت شيئاً لم يحققه إلا قلة قليلة من الناس على مر التاريخ، حين أصبحت وبكل جدارة رمزاً من رموز الثقافة لأنها اسطورة أكبر من الحياة، ومع أنها رحلت عن دنيانا إلا أن اسمها ما زال متداولاً وتتناوله الألسن كما لو أنها لا تزال بيننا حية. لقد رحلت عن عالمنا بصورة مأساوية ، لكن ذكراها المتميزة ستبقى حية وخالدة في قلوب عشاق الفن السابع. أخيراً لا بد من الثناء على مترجم كتاب مارلين مونرو /حلم نورماجين/ الذي يتابع ترجماته المميزة عن الفن السابع، وهي سلسلة تصدرها وزارة الثقافة - المؤسسة العامة للسينما في الجمهورية العربية السورية. |
|