|
فنون وكيف أن بطل المسلسل يصحو بعد مدة طويلة من نومة نامها مؤمنون في كهف هرباً من الحاكم الملحد الذي كان يطاردهم، ويصحو معه قومه، فيذهب إلى المدينة ليجد الناس غير الناس والعملة غير العملة والنظام غير النظام، لقد مضت مدة طويلة على كتابتي هذا المسلسل، وعلى بثه في أحد الرمضانات، حتى إنني نسيت تفاصيله، لكنني أتذكر كيف أن وسائل الإعلام كانت تقدم الأعمال الدينية التي تناسب الشهر الفضيل، فلماذا توارت هذه الظاهرة وانحسرت إلا قليلاً وخاصة أن وسائل الإعلام، الإذاعات وقنوات التلفزيون الكثيرة يمكن أن تسد هذا النقص. بعد مدة وعندما تحولت إلى كاتب درامي تلفزيوني، خطر لي أن أعد رسائل الرسول محمد صلى الله عليه وسلم إلى ملوك وحكام الدول المتحكمة بالجزيرة، وخاصة أنني قرأت في رسالة الرسول إلى هرقل المقيم في القدس مادة درامية جميلة، عزمت على تحويل هذه الرسائل إلى نصوص تلفزيونية وبدأت برسالة النبي صلى الله عليه وسلم إلى هرقل، فأعددتها لتكون نصاً تلفزيونياً جميلاً. علم بذلك منتج مصري فاحتك بي وكنت في مصر، وأخذ النص لكنه لم يحوله إلى عمل تلفزيوني حتى اليوم مع أنه مضى على ذلك ربع قرن، ما اضطرني إلى أن أحول النص التلفزيوني إلى كتاب نشره الصديق المرحوم محمد دعدوش بعنوان أدعوك إلى الإسلام - رسالة محمد صلى الله عليه وسلم إلى هرقل ملك الروم، وتم النشر بعد أن أعياني البحث عن منتج أتفق معه على كتابة نصوص تلفزيونية تعتمد على 15 رسالة نبوية كريمة تدعو الملوك والحكام إلى الإسلام، وقد اعتذر هذا المنتج بارتفاع كلفة الإنتاج فيما لو أنتجه «وهو سبب مشكوك فيه». إن تحول قنوات التلفزيون إلى بكائيات درامية وخاصة في رمضان المنصرم، جنوح عن المواضيع التي كنا ننهض بها في الشهر الفضيل، لأنها كانت أعمالاً دينية، والواقع أننا نقبل بأن يعرض في التلفزيون شيء من هذا وشيء من ذاك، كما فعلت قناة المنار عندما عرضت مسلسلاً عن النبي يوسف! |
|