|
رؤيـــــــة أي شخصية نكوّن للأجيال الجديدة عبر وسائل قديمة ما عادت تقنيات الحداثة التي نعيشها على مختلف المستويات – رغبنا أم لم نرغب – بحاجة إليها؟ ثمة اختراقات لأشكال التواصل القديمة تزهر هنا وهناك, لكنها ما زالت تغرد خارج السرب, ولا تشكل نسقاً ثقافياً. تحدثنا مرات ومرات عن جمود تشهده الساحة الثقافية في طرق التواصل مع جمهور عازف عن نشاطاتها,..و عزوف عن الكتاب, وعن برد يلف جوانب مناطقنا الأثرية ومتاحفنا فيما خلا بعض سائحين. لماذا نجحت نورا مراد في عرضها ( ألف مبروك ) فتمكنت من خلق حالة تلقٍ جمالي عال مستواه؟ لماذا نجحت مجلة دبي الثقافية في استقطاب قارئ يعييه البحث عن عدد منها؟ لماذا نجح ثنائيان دمشقيان في جذب متلق إلى قبو, أو إلى منزل صغير بالكاد يتسع لمتفرجين فضوليين مندهشين؟ في مطلع تشرين الحالي اصطف مئات الآلاف من الباريسيين والسائحين في طوابير للمشاركة في تقليد ثقافي يقضي بفتح أبواب المعارض والمتنزهات وصالات الفنون المعاصرة للجمهور مجانا طوال الليل, فيما أسموه المهرجان السنوي لليالي البيضاء! هل أجمل من ليل دمشق لمهرجان كهذا! إنها وسائل التواصل التي باتت في حالة طوارئ وتحتاج إلى عملية نقل دم سريعة لإنقاذها. كثير من العرب برعوا في ابتكار وتصنيع الليالي الحمراء, فهل من مهتمٍ بالبيضاء منها؟!. suzani@aloola.sy |
|