|
ثقافة وذلك في صالة دار البعث للفنون الجميلة حيث يستمر لغاية السابع والعشرين من تشرين الأول الحالي. يحتوي المعرض على عدد كبير من الأعمال منها النحت والتصوير والحفر إضافة للتصوير الضوئي، منها ماعبر مباشرة عن عظمة هذا الحدث التاريخي فتناول تفاصيل بعينها ومنها ماكان رمزياً وتعبيرياً عبر صياغات شكلية ولونية تفضي إلى معاني التضحية والبطولة عبر دلالات مختلفة تفرضها أساليب الفنانين والتخصصات التشكيلية المتعددة، فالنحت يقترب من الرمزية ويستغرق فيها بينما يسجل المصورون مشاهد متنوعة تعكس غليان العاطفة وتفجر المشاعر البطولية والتوق للتضحية في التوجه للموت دفاعاً عن ذرة التراب. فكانت المشاهد في البعض من اللوحات مؤثرة تحاول الارتقاء لمستوى بطولات رجال قواتنا المسلحة على اختلاف اختصاصاتها العسكرية ورجال القوات العربية المشاركة. ومن الفنانين من عبر عن تلاحم الجبهة الداخلية مع قواتنا المسلحة في التصدي لهذا العدو الذي تمكن رجالنا الأبطال من تحطيم أسطورته التي روج لها في أنه لايقهر وهذا ماعبر عنه أيضاً البعض من الفنانين. إذاً تنوعت المواضيع المتناولة بتنوع وغنى ذلك الحدث العظي، فعبر أحد الفنانين عن سقوط خط بارليف وآخر عبر عن سقوط خط آلون، كذلك عبر الكثير من الفنانين عن سقوط مرصد جبل الشيخ. والعديد من اللوحات والأعمال التصويرية تناولت عبر اتجاهات متعددة وتقنيات مختلفة مفاهيم كالشهادة والشهيد، كذلك النحت تناولها برمزية وأحياناً بواقعية. ومن خلال بعض الأعمال يلاحظ التأكيد على روح تشرين المستمرة في أبناء الأمة وتجسيدها في المقاومة اللبنانية والانتفاضة الفلسطينية. توقفنا ملياً أمام الأعمال بمجملها ولاحظنا تنوعاً في طرق الطرح والمعالجات النقدية وبالطبع فإن الأساليب المعتمدة متعددة إنما كان التفاوت كبيراً على صعيد السويات التي تصرح بها الأعمال، فمثلاً هناك مجموعة من المشاركين الهواة والقليل من المشاركين المحترفين وبالطبع هذا لايقلل من أهمية المعرض، فالقيمة المتصدرة للعرض عموماً تتعلق بموضوع واحد وإن تعددت جوانبه المستهدفة فنياً، وفي هذه الحالة تكون المباشرة سيدة الموقف إلي جانب الرمزية في التعبير، وهذا ما يسعف المشهد التشكيلي هذا. نذكر من بين الأعمال الملفتة والتي تحمل قيماً جمالية متعددة عمل الفنان علي الخالد الحفري وعمل الفنان حيدر يازجي الذي يجمع أكثر من مشهد في عمل واحد تصويري، إضافة لعمل الفنان أنور الرحبي وأعمال أخرى نحتية تحمل قيماً متعددة ومنحتها خامة الحجر جماليات أخرى. |
|