تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


طــلاب الإيفــاد إلى فرنســــا.. ضـــاع الوقـــت بــــين القبــول الجامعــــي وقناعــة الــــوزارة

جامعات
الأربعاء 21-10-2009م
ميساء الجردي

أكثر من مئة معيد من مختلف الجامعات السورية المقرر ايفادهم إلى فرنسا استكمالاً لدراسة الماجستير والدكتوراه يعيشون حالة من القلق والخوف من أن تضيع عليهم فرصة القبول الدراسي

بسبب الرفض المستمر لأوراقهم وقبولهم لدى مكتب المعيدين في وزارة التعليم العالي وإجراءات ليس لها مبررات قانونية في ظل الأوراق والموافقات التي حصل عليها الطلبة من الجهتين وهما الجامعات السورية والجامعات الفرنسية.‏

مضمون الشكوى‏

والمشكلة حسب ما أكده لنا المعيدون الذين راجعوا مبنى الجريدة وهم يمثلون عدداً من الجامعات من مختلف المحافظات هي أن هؤلاء حصلوا على منحة دراسية من وزارة التعليم العالي، لكنهم لم يحصلوا على المستوى B2 وهو المستوى اللغوي المطلوب من قبل الجامعات الفرنسية، ولكن وبصفة استثنائية تم تحديد المستوى المطلوب هذا العام بـ 350 نقطة كحد أدنى مع الأخذ بعين الاعتبار أن هذا القرار لا يتعدى على قرار الجامعات الفرنسية التي تبقى صاحبة القرار الأخير فيما يتعلق بقبول الطلاب أو عدمه في حرمها.‏

وهنا تكمن نقطة الخلاف: فقد حصل الطلبة المعيدون على شهادات قبول دراسية فردية لكل طالب من الجامعات الفرنسية ووافقت هذه الجامعات على تسجيلهم بالرغم من المستوى اللغوي أقل من 350 درجة كما أن الجامعات السورية وافقت على هذه المنحة وقدمت السفارة الفرنسية لكل معيد كتاباً فردياً توضح فيه قبوله للدراسة في جامعاتها، استناداً إلى الجزء الثاني من شرط القبول وهو «إن قرار تحديد المستوى لا يتعدى على قرار الجامعات الفرنسية التي تبقى صاحبة القرار الأخير فيما يتعلق بالقبول».‏

قراءة غير كاملة‏

من باب تمسكهم بهذه المنحة ومن حرصهم على مستقبلهم، ينظرون إلى قبولهم هذا العام فرصة مهمة ويسألون لماذا مكتب المعيدين في وزارة التعليم العالي يحرمهم ذلك ويصر على قراءة الجزء الأول من القرار ويهمل قراءة الجزء الثاني، وخاصة بعد أن تعبوا وصرفوا الكثير من الجهد والمال في المراسلات والترجمة وتصوير الأوراق والتصديق عليها والتنقل بين الجامعات والوزارة والسفارة، ونتيجة ذلك هو عدم القبول والتأجيل.‏

تأخرنا كثيراً‏

وعلى لسانهم: قدمنا الطلب عدة مرات إلى مكتب السيد الوزير وفي كل مرة تحول الطلبات إلى شؤون الهيئة التعليمية، مكتب المعيدين الذي بدوره يرفض، بحجة أن الجزء الأول من القرار والذي يحدد مستوى اللغة بـ 350 هو الذي يعنيه وما يأتي بعده من عبارات لا يهم، دون أن يأخذ بعين الاعتبار قبول الجامعات الفرنسية والتي مضى عليها أكثر من شهرين، وتأخرنا كثيراً عن اللحاق بالعام الدراسي من أوله.‏

ويطالب هؤلاء أن يعاملوا معاملة زملائهم الذين خضعوا لدورات لغة بنفس الصفوف وحصلوا على علامات أقل من 350 نقطة ومع ذلك تم ارسالهم عن طريق مكتب البعثات، في حين مازلنا نحن ننتظر الموافقة.‏

مستوى القبول واضح‏

للاستفسار حول سبب الرفض وحيثيات هذه المشكلة توجهنا إلى الدكتور فائد الحاج حسن مدير شؤون الهيئة التعليمية في وزارة التعليم العالي والذي أجابنا قائلاً: إن المطلوب للإيفاد من حيث المبدأ «أياً كانت الدولة المستقبلة» تحقيق حد أدنى للمستوى اللغوي» وعليه فإن المستوى المطلوب للإيفاد إلى الجامعات الفرنسية هو بالأساس وحسب كتاب السفارة الفرنسية الوارد إلى الوزارة هو B2 أي ما يعادل 400 درجة على الأقل، ولكن هذا العام وبحالة استثنائية قبلت السفارة الفرنسية بالحد الأدنى بـ 350 درجة.‏

وهناك العشرات من المعيدين ومن كافة الجامعات الذين تم ايفادهم بعد تحقيق المستوى اللغوي المطلوب، ولم يصدر أي قرار إيفاد إلى فرنسا لهذا العام بمستوى لغوي أقل من الـ 350، وبالمقابل صدرت العديد من قرارات الإيفاد إلى بلجيكا بمعدلات لغوية تتراوح بين 320 - 350 درجة وذلك بسبب تعذر حصول أصحابها على تأشيرات دخول على الأرض الفرنسية، فتم تحويل وجهة ايفادهم إلى الجامعات البلجيكية باعتبارها ناطقة بالفرنسية أيضاً.‏

والمخاوف هي‏

وحول سؤالنا عن عدم اهتمامهم بالجزء الثاني من الكتاب والذي يؤكد موافقة الجامعات الفرنسية على استقبال أقل من 350 درجة.‏

أفادنا قائلاً: إن الطالب الموفد كان مفرغاً لمدة سنة كاملة لدراسة اللغة فمن حيث المبدأ كيف لنا أن نقبل معيداً يحقق 600 درجة مع معيد يحقق 300 درجة، وبالنسبة لهؤلاء فإن الكتاب يشير إلى مستوى B2 باللغة، ثم قدمت السفارة تسهيلات إلى 350 درجة، أما بالنسبة للاعتبارات الأخرى بالكتاب، قد تكون الجامعات أرسلت موافقتها على استقبالهم، لكن هناك تخوف بالنسبة لهؤلاء الموفدين الذين يذهبون بمستوى لغوي أقل، أن تفرض عليهم الجامعة فترات طويلة من دراسة اللغة لتحسين مستواهم اللغوي قد تصل إلى ستة أشهر، وبالتالي هذا الوقت سيكون على حساب من، وسيخسر الطالب سنة كاملة من ايفاده.‏

ولكن وبكل الأحوال الموضوع مازال قيد الدراسة وبحاجة لاتفاق الجهتين المعنيتين لأن كل معيد يفشل سيكون عبئاً على الوزارة.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية