|
أبجــــد هـــوز وابو الجود لذلك ينصح إدارة المؤسسة(بالتطنيش) ، وعدم الاستجابة لأي مطلب من هذه المطاليب! قلت: غريب هذا الكلام . وما هي هذه المطاليب بلا صغرة؟ قال: تخيل ، كل صالة بيع تابعة للمؤسسة فيها موظف واحد، هو المدير والمحاسب والبائع والوزان والعتال والآذن ، لذلك فهو يطالب بتعويض الإدارة بوصفة مديراً، وتعويض مسؤولية المحاسبة بوصفه محاسباً، وتعويض الجهد الحنكي بوصفه بائعاً ،فمن كثرة مايأخذ ويعطي بالكلام مع الزبائن يتخشب حنكاه، وتعويض تنمية عضلات بوصفه وزاناً وعتالاً، فالعمل في الوزن والتعتيل أثناء توزيع السكر لأصحاب القسائم التموينية يحتاج إلى قوة هرقلية ، من لايمتلك مثل هذه القوة يضطر لاستئجار عامل وزن على حسابه.. وإذاكانت رفوف الصالة مرتفعة فإن المفروض بالمؤسسة أن تعين لها عاملاً طويل القامة ، وتعطيه مايسمى في العرف الاستهلاكي : تعويض «سيبه»!.. إضافة إلى تعويض الشامبو، لأن أنواع الشامبو الجديدة المتوفرة في السوق متعددة الفوائد، ويقال عنها في الإعلان التجاري : خمسة في واحد!. قلت: رويدك ياأبا الجود، فإذا كنت تريد إدهاشي ، وأن تجعلني (مخيولاً) أمشي وأتلفت يمنة ويسرة وإلى الأعلى والأسفل مثل كشاشي الحمام، فقد نجحت في ذلك إلى أبعد الحدود! قال: رويدك أنت ، فأنا والله الجليل لم آت بشيء من عندي، ولم أبالغ في وصف الحالة ، وقد رأيت بأم عيني واحداً من عمال الصالات قد أحضر أخاه العاطل عن العمل لكي يعاونه في هذه العملية الشاقة ، من دون أجر بالطبع، وعلى كل حال أنا لم أصل إلى موضع النكتة في كل هذه القضية. قلت: ولسه ماوصلنا ؟! قال: إن هذه الصالات التي كان لها عز في يوم من الأيام تبيع ، إلى جانب سكر القسائم التموينية، بعض المواد الغذائية ، والقطع الكهربائية ، والغريب في الأمر أن إدارة المؤسسة كلما دق الكوز بالجرة ، توصي العامل من هؤلاء أن يكون بشوشاً ، ويضحك في وجه الزبون حتى يجتذبه لكي يشتري ، ووجه هذا العامل أنا شاهدته بنفسي من كثرة الضغوط عليه : إذا رأيته فإن أول ما يخطر ببالك أن تخلع نعليك وتركض هارباً منه، وأنت تتلفت إلى الخلف ، خشية أن يلحق بك ، ويرعبك بهيئته المخيفة ! |
|