|
طلبة وجامعات البعض منهم يدرس لكي ينجح والبعض الآخر يدرس لكي ينجح ويتفوق، والفرق كبير بين الحالتين. لا نريد أن نتحدث بطريقة عميقة في هذا الشأن، فالحكمة برأيي هي في البساطة في تحديد الموضوع وتقديم النصح لأبنائنا دون أن نتفلسف عليهم ونشعرهم أننا نفهم في هذا الأمر أكثر منهم. فمثل هذه الحالة عايشناها عندما كنا طلبة وكنا وقتها نتذمر من تدخلات الأهل في هذا الأمر ونشعر مع كل كلمة «أدرس» أننا نشتم. المهم: أن يقوم الطالب والطالبة بواجبهم تجاه أنفسهم دون تدخل من أحد ولنكن صريحين مع أنفسنا، فالتفوق بقدر الجهد، والاتكال على الحظ ضرب من الخيال لايؤدي إلى نتيجة مضمونة في أمر مصيري له علاقة بمستقبل الطالب. هنا لا نطالب بالتخلي عن الأحلام، فهي الحافز الحقيقي للابداع وأهم الإنجازات البشرية كانت في البداية مجرد حلم، لكنها ليست التفوق نفسه.... فالفرق واضح وجلي بين النجاح والتفوق وبين المتعلم والمثقف. والنجاح يحتاج أكثر ما يحتاجه التركيز والمثابرة وهذا هو مفتاح النجاح. بعض الطلبة يتباهون بأنهم خلال شهر واحد قبل الامتحان يمكنهم النجاح في موادهم، والرهان على هذا الأمر رهان خاسر حتماً،فهي بالأغلب ضربة حظ تفيد في إحدى المواد وتتعثر في الباقي لعدم وجود أساس النجاح وهو التركيز والمثابرة، ولعل النجاح في مثل هذه الظروف أمر وارد يتعلق بسهولة الأسئلة ومراجعة أسئلة الدورات السابقة التي يعتمد عليها أغلب أبنائنا الطلبة. مراجعة أسئلة الدورات السابقة أمر جيد ولكنه ليس كافياً، فهي تجعل الطالب يعرف نمط الأسئلة وخاصة إذا كان أستاذ المادة هو واضع الأسئلة ومؤلف الكتاب الجامعي موضوع الامتحان. ولكن عليك أن لا تجعل هذا العمل وهذا الأسلوب هو أسلوبك الأول والنهائي للدراسة، فكما قلنا هذا الأمر مفيد بالمراجعة بعد دراسة المنهاج واستيعابه، وأيضاً لأنه أسلوب ربما يقود إلى النجاح، إلا أنه حتماً بعيد كل البعد عن التفوق، وهذا مايجب أن نبحث عنه ونسعى إليه أيها الأبناء. |
|