|
طلبة وجامعات دون أقصى طموح تختزن مصيرهم وتتجاوز كل محصنات الاهتمام والدعم والقفز عن حواجز الروتين. دبلوم مضاعف
يتم الحصول على درجة الماجستير بعد اجتياز دبلوم واحد، أما في كلية الحقوق فالأمر مختلف، والطالب أحمد (دراسات عليا في الحقوق) يتساءل عن جدوى إتباع دبلومين (لا نرى فرقاً بينهما بصراحة) لنتمكن من التقدم للحصول على درجة الماجستير؟ حين تبدأ لحظة القبول والتقدم للدراسات العليا، تتفاوت معدلات القبول المبدئي وطريقة القبول بين الكليات المختلفة. فبعضها اعتمد المعدل العام للطالب معياراً أساسياً ووحيداً لتحديد المقبولين، وبعضها الآخر امتحن الطلاب المحققين لمعدل القبول من خلال فحص مقابلة يسبر معلوماتهم.. كنا مع طلاب الدراسات العليا المتقدمين للدراسات حديثاً وآخرين يجرون امتحاناتهم لرصد أهم انطباعاتهم ومقترحاتهم لتطوير وتلافي السلبيات في أنظمة القبول والدراسة . المعدل وحده يكفي! في الكليات التي لا يخضع فيها المتقدمون لدبلوم الدراسات العليا لفحص قبول يُحدد الحد الأدنى للقبول بـ 60% في حين يمكن التقدم لدراسات الدبلوم التخصصي بمعدل ما فوق 50% ويرى الطالب عثمان دقدوق (طالب دراسات عليا- تاريخ) ضرورة اختيار من هو أكثر كفاءة وأن المعدل ليس المقياس الأصح والكافي لمعرفة إمكانات الطالب الذي قد يُحرم من الدبلوم بفرق درجة أو أقل.. وحيث يتم القبول وفق مفاضلة يتقدم بها الراغبون بمتابعة دراستهم يقول الطالب ماهر سلوم (دبلوم إدارة في كلية الاقتصاد): هذا أمر روتيني وخاطئ، لأنه إذا كانت الدولة حريصة على دعم العلم والبحث العلمي فيجب إتاحة الفرصة لكل من أراد المتابعة في الدراسات العليا.. الوقت كالسيف فوجئ طلاب الدراسات هذه السنة بتخفيض مدة الامتحان من أربع ساعات إلى ثلاث فقط.. وهذا ما دفع الطالبة حلا محمود . (دراسات حقوق) للقول: الوقت الامتحاني لم يكفني لأكمل نقل الجواب إلى ورقة المبيضة، بينما مطلوب منا أن نقدم أكبر قدر من المعلومات. ثم إن البرنامج لا يعطينا فرصة للدراسة لأننا نمتحن يومياً.. ويضيف الطالب شهاب حاصور (طالب دراسات عليا- حقوق): هل يعقل أن ندرس مثلاً مادة من 700 صفحة خلال يوم واحد؟ ثم لماذا يُستهان بالفحص الشفهي؟ فمن يرسب بالفحص الكتابي لا يحق له التقدم للفحص الشفهي. أوجاع في طب الأسنان لاحظنا استياءً لدى الطلاب الخاضعين لفحص القبول في دبلومات الدراسات العليا لكلية طب الأسنان من تأخر النتيجة، حيث التقيناهم بعد مضي ثمانية أيام على إجراء المقابلة شكك البعض بصحة ما يقال عن إعادة التصحيح يدوياً وذلك لتعطل في الكمبيوتر. وحول فحص المقابلة الذي أتى بشكل مفاجئ علّق الطالب جورج اسمندر بالقول: حتى وقت متأخر لم نكن نعرف إذا ما كنا سنترشح لفحص الدراسات العليا لأن نتائج فحص (الكيليكيوم) تتأخر. ويضيف أن طلاباً في الدبلوم والماجستير تقدموا لفحص القبول هذه السنة ونافسوا على مقاعد هي حق لخريجي هذه السنة.. وكأن الهدف لدى البعض جمع أكبر عدد ممكن من الاختصاصات. لم يقتصر الأمر عليهم بل على الخريجين سابقاً. وعن ذلك يقول الطالب وسيم سلامة: لكل سنة دراسية خصوصياتها وظروفها ولا يمكن المقارنة إلا بين طلاب الدفعة الواحدة ومادام صدر القبول رحب إلى هذه الدرجة لماذا لا يسمح لطلاب التكميلية بالتقدم شرطياً لفحص القبول؟ أخذوا مقاعد غيرهم الطالبة فرح باكير من كلية طب الأسنان تقول: قبلت بمعدل 72% في دبلوم السنة الماضية دون إجراء فحص مقابلة، وتأخرت امتحاناتنا هذه السنة من الشهر السادس حتى التاسع وذلك لأن خريجين من جامعات أخرى أتوا بمعدلات عالية جداً مما أثر على أحقيتنا في مقاعد دبلومات الاختصاصات، إلى درجة أن الخريج الأول وهو محمد جاسم لم يستطع التسجيل في اختصاص التقويم في جامعة دمشق لمنافسة المعدلات الوافدة الجديدة، مما اضطره للذهاب إلى جامعة حلب ليدرس حسب رغبته، ونافسونا على مقاعد المعيدين كذلك. من جانب آخر هناك فرق بين المنافسة والاحتكار، وفي قسم الآثار جامعة دمشق يحتل خمسة عشر طالباً 15 مقعداً في دبلوم جامعة دمشق وهم نفسهم يتقدمون لمقاعد دبلوم جامعة حلب ويؤخذ من بينهم ستة معيدين، ومُنح تسعة منهم فرصة بعثة خارجية لإكمال دراساتهم العليا، وبذلك يكون خمسة عشر طالباً وهم ذوو المعدلات الأعلى قد «احتكروا» 45 مقعداً. الدراسات مكلفة جداً الطالبة ختام جوهر (دبلوم إدارة وتوجيه تربوي) تقول: مطلوب منا تقديم عدد كبير من الأبحاث المكلفة جداً، فلماذا لا يخصص لطالب الدراسات العليا راتب شهري يساعده على تذليل العقبات المادية خاصة أن درجة الدبلوم لا تعطينا أية ميزات إضافية عن الإجازة الجامعية؟ ويعبر الطالب قصي الشيخ (دبلوم حقوق) عن ذلك بالقول: نحتاج دعماً مادياً يغطي نفقات البحث فنستطيع اتباع منهج علمي وعملي خاصة أن الفترة الزمنية المتاحة لنا محدودة ونُكلف بالمراقبة الامتحانية لشهرين وهذا يحملنا عبئاً كبيراً. الكرة في ملعب المديريات المحدثة والخطط الجديدة في وزارة التعليم العالي والتي ننتظر منها دورا فعالا سئم منه الكثيرون في طرحه .. فهل من مجيب ؟ |
|