|
على الملأ وبدهي أن الحكومة عندما تريد أن تترجم شعارها بالتوجه نحو الشرق في علاقاتها الاقتصادية كرد على الحصار الاقتصادي الغربي الجائر الذي يستهدف الشعب السوري في أهم احتياجاته اليومية فان روسيا ستكون هي البداية , وهذا ما أكده بشكل واضح وصريح رئيس الوفد السوري الى موسكو نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية عندما قال في المؤتمر الصحفي الذي عقده في موسكو مع أعضاء الوفد الحكومي السوري الزائر لروسيا: «بداية الشرق بالنسبة لنا هي روسيا». وتأكيدا.. فإن العلاقات الاقتصادية السورية الروسية لم تبدأ اليوم بل عمرها عشرات السنين لكن هذه العلاقات حقيقة لم ترتق لمستوى العلاقات السياسية بين البلدين,فالتقصير من قبل الحكومات السابقة كان واضحا رغم وجود لجان مشتركة واجتماعات إلا أنها في الغالب لم تحقق نتائج كبيرة لصالح اقتصادنا وانشغلنا بتطوير العلاقات الاقتصادية مع الأوروبيين والأتراك ولكن للأسف هذا «التطوير» جاء على حساب اقتصادنا. ولعل الاتفاق الذي تم التوقيع عليه خلال زيارة الوفد الحكومي لإقامة مركز موحد للتعاون الجيوسياسي والتجاري والعلمي والفني يشكل نقلة نوعية في تطوير العلاقات الاقتصادية ويعبر عن الرغبة الحقيقية من روسيا قبل سورية بدفع التعاون الاقتصادي قدما نحو الأمام وبالأخص أن هذا المركز يهدف إلى تفعيل علاقات العمل بما يعود بالنفع المتبادل على الجانبين وله انعكاسات ايجابية على الخدمات المقدمة للقطاع الخاص وتسهيل نشاطات رجال الأعمال وهذا ما كنا نفتقده سابقا. وإذا كانت روسيا هي البداية لترجمة التوجه الحكومي بالتوجه نحو الشرق, فهذا لا يقلل من أهمية دول الشرق الأخرى بالنسبة لنا ولتطوير اقتصادنا, وهنا لا بد للحكومة من وضع برنامج واضح ومحدد لتنفيذ شعار التوجه شرقا. |
|