|
الإثنين 8-8-2012 من أول هتاف احتجاج خرج في الشوارع التونسية ضد استبداد زين العابدين بن علي إلى آخر نقطة دم سقطت على التراب السوري وما بينهما من انقلابات دموية أو سلمية في مصر وليبيا واليمن كل ذلك تعمل الرجعية العربية على تكديسه في رصيد الخطط الجاهزة لاستيلاد شرق أوسط جديد كثير التشظي تحكمه في المظهر جماعات إسلاموية متصالحة مع الغرب عرابها الأول حزب العدالة والتنمية في تركيا العضو الفاعل في حلف الناتو والطامح بقيادته الحالية التي يمثلها رجب طيب أردوغان لاستعادة نمط جديد من الخلافة يكون في اسطنبول بابها العالي الجديد وعرش سلطانها!. والرجعية العربية المتمثلة اليوم بمستواها الرسمي بممالك وإمارات ومشيخات الخليج لا تجيد اجراء الحسابات الدقيقة ولا تعرف من معاني الاستراتيجيا إلا ما يفيدها في مواصلة بيع ثرواتها الطبيعية من النفط والغاز وما يخدمها في الحفاظ على عروش ملوكها وأمرائها ومشايخها عبر العلاقة التبعية مع واشنطن وبعض عواصم غرب أوروبا وخارج هذين الشرطين فهي تعمل معصوبة العينين في كل الاتجاهات لمصالح لا يعنيها أين تصب وأجندات لا يهمها من تستهدف وصفقات لا تعرف الرابح فيها من الخاسر وهي من أجل ذلك تستبسل في التحريض على التغيير في المنطقة وتمويل هذا التغيير طالما أن المطلب الأميركي ينحو هذا المنحى وطالما أن تيارات الإسلام السياسي المتصالحة مع الغرب الاستعماري هي التي تحتل المشهد في ساحات التغيير الصاخبة في أكثر من عاصمة عربية!. في المضمون فإن الرجعية العربية في كل ما حصل قامرت بكل رصيدها دفعة واحدة دون أن تعلم أن رياح التغيير التي هبت على المنطقة كيفما كان تقييمنا لها سوف لن تتوقف عند حدود رمال الربع الخالي وأن العدوى التي انتشرت شرقاً وغرباً في المنطقة العربية لن تستثني عرب الخليج الذين هم الأحوج والأكثر عطشاً للتغيير مادامت طواقمهم الحاكمة هي الأكثر جهلاً واستبداداً بين كل المقامات العربية الحاكمة ومادامت الثروة الخليجية تتبدد من وراء ظهور المواطنين الخليجيين لتبتلعها مصارف نيويورك ولندن وباريس وصفقات السلاح التي لا تعدو كونها مظهراً من مظاهر الوجاهة الفارغة التي تفتقر إلى أي معنى حربي على أرض الواقع. وبعيداً عن اكتمال الصورة والمشهد الأخير الذي سوف ترسو عليه زلازل المنطقة فإن الرجعية العربية سوف لن تحصد سوى الخيبة في كل الاحتمالات فامتداد أذرع التغيير في عموم المنطقة سوف يكنسها لأنها لا تلائم شكل الشرق الأوسط الجديد الذي سوف يسلم لواء الخلافة الجديدة للعثمانيين الجدد وانكفاء رياح التغيير خصوصاً على العتبة الشامية سوف يطيح بها أيضاً لأن دمشق سوف تعمل بعد الخروج من مخاضها معافاة على تشكيل شرق أوسطها المناسب الذي لا مكان فيه لرجعية عربية شكلت على مدى قرن من الزمان حصان طروادة لكل غزو واحتلال قصد ديار العرب فلنحبس الأنفاس ونحن نرقب انكشاف الغبار عن العتبة الشامية.! |
|