|
الثورة - رصد وتحليل وترويج الإدارة الأميركية الحالية لأكذوبة وقوفها ضد العدوان وتوالي التصريحات الخلبية من قبل هذه الإدارة المنددة بالعدوان التركي فضلاً عن توجيه الرئيس الأميركي الاتهامات والنقد اللاذع لحليفه التركي ووصفه بالأحمق، تتوارد معطيات توضح حقيقة العلاقة الحميمية بينهما عبر تكشف المزيد من مساعيهما لإبرام صفقات مشبوهة تؤكد أن هذه الخلافات ليست إلا فقاعة لحرف البوصلة عن خبث النيات المشتركة للطرفين اللذين يتلاقيان في الأهداف والمصالح المرحلية. في هذا السياق ذكرت مصادر أميركية مطلعة أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عرض على رئيس النظام التركي صفقة تجارية بقيمة 100 مليار دولار، وكشفت المصادر لصحيفة واشنطن بوست أن الهدف من هذه الصفقة المشبوهة تحسين العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا. وتوقعت الصحيفة الأميركية أن تثير هذه الصفقة غضب بعض المشرعين الأميركيين وخاصة في مجلس النواب، الذي أيد الشهر الماضي فرض عقوبات على النظام التركي بسبب عدوانه في شمال سورية. فبالرغم من التصريحات المتبادلة والمواقف المتضاربة التي سوّق لها الطرفان ومع بدء الكونغرس الجلسات العامة من التحقيق ضمن آلية عزل الرئيس الأميركي يستقبل ترامب أردوغان في البيت الأبيض ليبحث معه مسائل أهمها التنسيق في العدوان على الأراضي السورية. ويرى محللون أن رئيس النظام التركي سيحاول توفير غطاء أميركي للجرائم والانتهاكات التي تمارسها قواته الغازية في الشمال الشرقي السوري، كما أن أردوغان يعرف تمام العلم أنه إذا فرضت أميركا عقوبات قاسية على بلاده، فإنه لن يكون قادراً على البقاء على كرسي حكمه الاستبدادي حتى عام 2023 وأنه ينبغي عليه الخروج المذل من الساحة السياسية التركية، لذلك فإنه لا يريد أن يؤدي عدوانه السافر على شمال سورية إلى تدمير الاقتصاد التركي بسبب العقوبات الأميركية المزعومة. كما سيسعى»أردوغان» خلال لقائه بـ»ترامب» لإقناع «ترامب» بمواصلة التعاون العسكري بين البلدين وبيع طائرات «إف 35» لأنقرة، ومن ناحية أخرى يأمل أن يتم التوصل إلى حلول مرضية حول العقوبات المفروضة على بنك تركيا المركزي. ويبدو حسب المحللين أنه من غير المرجّح أن يحقق الوصولي أردوغان أي نجاحات تذكر خلال اجتماعه ولقائه بالرئيس الأميركي لافتين إلى أن ترامب ليس الوحيد الذي يقرّر ما ستفعله واشنطن تجاه تركيا، ولقد أظهر ممثلو الكونغرس الأميركي أن لديهم الرغبة في فرض عقوبات قاسية على أنقرة بعد قيام قواتها الغازية بالهجوم العدواني على شمال سورية، وهذا الأمر يؤكّد أن ترامب ليس وحده الذي يمكنه اتخاذ القرار. ويرى مراقبون أن أردوغان في ظل الأوضاع الراهنة في الولايات المتحدة والنقمة الداخلية على ترامب وإجراءات عزله المعمول عليها من جهات أميركية، سوف يغادر البيت الأبيض بأيد فارغة، وسوف تواجه مسرحيته الجديدة في تركيا مزيداً من المعارضة. حيث إنه بعد دعوة رئيس النظام التركي للزيارة، رفعت مجموعة من الحزبين الديمقراطي، والجمهوري في الكونغرس رسالة إلى البيت الأبيض تحث ترامب على سحب الدعوة، وفي مجلس الشيوخ مشروع عقوبات مطروح ضد تركيا، ورغم محاولات نهي ترامب عن هذه الخطوة إلا أنه يسعى للاستثمار مع النظام التركي في صفقات قذرة جديدة رغم رفض معارضيه لزيارة أردوغان المشمول نظامه الإرهابي بالعقوبات الأميركية. وموقف ترامب هذا أثار الكثير من علامات الاستفهام، ودارت حوله تفسيرات مختلفة، منها ما أسرّ به مستشار الأمن القومي السابق جون بولتون في جلسة مغلقة قبل أيام، تسربت إلى الصحف عندما قال ما مفاده إنّ سياسة ترامب تجاه أنقرة تمليها أعماله ومصالحه مع النظام التركي، وكان مثل هذا الكلام قد تكرر في السابق من خلال الإشارة إلى «برجي ترامب» في إسطنبول ومصالح أخرى «بين صهر أردوغان وزير مالية النظام التركي بيرات ألبيرق، وصهر ترامب ومستشاره جاريد كوشنر» تحدثت عنها صحيفة «نيويورك تايمز» في تقرير مطوّل. في هذا الصدد يشير مراقبون إلى خطوات عدة قام بها ترامب تصب في هذا الاتجاه، منها تدخله لتجميد تنفيذ العقوبات على النظام التركي، فضلاً عن قيامه بمنح حليفه أردوغان الضوء الأخضر للقيام بالعدوان على الشمال السوري ومحاربة «قسد» التي أثار تخلي ترامب عنها نقمة واسعة في واشنطن ضد ترامب. ولفت المراقبون إلى أن ترامب تجاوز كل هذه الانتقادات وأصرّ على دعوة أردوغان إلى البيت الأبيض. هذه المعطيات التي تكشف النقاب عن نيات أميركية تركية لعقد صفقات قذرة بين الحليفين الإرهابيين في المنطقة وخاصة في ما يتعلق بسورية، وعن حقائق تؤكد أن كل الانتقادات التي وجهت من ترامب لأردوغان واتهامه بالأحمق على خلفية عدوانه في الشمال ليست إلا ستاراً يخفي تحتها الطرفان المنغمسان في وحل الإرهاب مصالح مشتركة للوصول إلى أهدافهم الخبيثة المزعومة في سورية. يشار إلى أن اللقاء المزمع بين ترامب وأردوغان يعقد عشية اجتماع تحالف واشنطن ضد تنظيم داعش الإرهابي على مستوى وزاري في واشنطن. |
|