|
ابوظبي
وقال الرئيس الأسد في حديث لصحيفة الخليج الاماراتية نشرته أمس.. المشكلة انه اذا اختلف طرفان عربيان على قضية فانهما ينقلان الخلاف الى قضايا اخرى ولهذا يجب ان يكون ذلك مدعاة للعمل بمنهجية في التعامل مع القضايا العربية. وردا على سؤال حول موضوع المصالحة العربية وزيارة الامير سعود الفيصل إلى دمشق وزيارة الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني امير دولة قطر وانعقاد قمة الدوحة في المدى القريب اكد الرئيس الأسد ان القمة هي انعكاس لما بين القمتين ولذلك فنحن لا نستطيع ان نتحدث عن قمة بشكل منعزل والمشكلة اننا كعرب نترك كل المشاكل للقمة وهذا خطأ آخر واننا اذا اختلفنا قبل القمة نفترض بعد ذلك ان القمة يجب الا تعقد بينما العكس هو الضروري والمطلوب والصحيح.. ويجب ان تعقد القمة اذا كنا مختلفين.. والمشكلة ليس في الخلاف لانه من غير المنطقي ان نتفق حول كل شيء. واضاف الرئيس الأسد.. تحدثنا مع الامير سعود الفيصل عن ادارة الخلافات العربية وانا طرحت مصطلحا هو ادارة الخلافات العربية والمشكلة ليست في الخلاف وانما كيف ندير الخلاف. ورأى الرئيس الأسد انه علينا الا نفترض ان المصالحة ستتم في لقاء او ان تتم خطوة كبيرة في لقاء وانما طرح الموضوع الواحد قد يستغرق عدة لقاءات وعملية المصالحة هي عملية طويلة ومستمرة. وحول التقدم الذي حصل بعد زيارة الفيصل اوضح الرئيس الأسد ان التقدم هو في الصراحة اولا والتقدم هو نتيجة لعدة لقاءات بين المسؤولين السوريين والسعوديين وفي كل زيارة هناك تقدم وكل زيارة تحصد الخطوات التي تمت من قبل. وردا على سؤال حول ضرورة الاتفاق العربي على المقاربة ان لم يتم الاتفاق على القضايا قال الرئيس الأسد.. في تاريخ القضايا العربية العربية علينا العودة الى فكرة المنهجية في التعامل مع القضايا.. فلا يوجد تضارب مصالح بين العرب. وجوابا عن سؤال حول السودان قال الرئيس الأسد.. هذا موضوع كبير وهو سيؤثر في الوضع العربي اذا انقسمنا تجاهه فسيقودنا ذلك الى مزيد من الانقسام والى تكريس واقع الانقسام.. واذا اتفقنا بشأن هذا الموضوع فسنتفق بشأن القضايا الاخرى مضيفا.. ان قرار المحكمة الجنائية الدولية صدر حديثا ولم يطرح حتى الان في نقاش عربي عربي.. وسورية ادانت الموضوع وهناك ادانات من اطراف عديدة فهو بشكل عام غير مقبول. وردا على سؤال حول المفاوضات غير المباشرة بين سورية واسرائيل اكد الرئيس الأسد أن فكرة هذه المفاوضات هي عملية جس نبض لعدم ثقتنا باسرائيل وقال: لو كان هناك تنسيق للمسارات بشكل متلازم كما طرحت سورية في بداية عملية السلام لتغيرت الامور. واوضح الرئيس الأسد أنه اذا قدمت كل الشروط المطلوبة لسورية فمن البديهي أن توافق على توقيع اتفاقية لكن أنا أقول لكل من التقي بهم وخاصة في الغرب: هناك فرق بين اتفاقية سلام والسلام نفسه. وأشار الرئيس الأسد إلى أن من مصلحة المفاوض الفلسطيني أن ينسق مع المسار السوري ومن دون هذا فنحن لا نستطيع أن نقوم بدور تجاههم. وقال السيد الرئيس ان هنالك أسسا لعملية السلام ومن يأتي من اسرائيل ضمن هذه الاسس فنحن نتفاوض معه ولا قيمة لليمين.. ونحن نراهن على الشروط والاسس التي وضعت لعملية السلام.. عودة الارض كاملة بناء على مرجعية مدريد ومبدأ الارض مقابل السلام والقرار242وعودة الجولان.. عودة الارض هذا مبدأ لا نقاش فيه. وحول نظرة سورية الى الموضوع النووي الايراني في المنطقة قال الرئيس الأسد.. ان الجهة التي تسعى الى المراقبة في حال تخطي الاتفاقية هي الوكالة الدولية للطاقة الذرية وليس مجلس الامن.. وبين الدول لا توجد ثقة بل توجد آليات. والآلية موجودة في هذه الاتفاقية.. والمسؤول عن تطبيق الاتفاقية هو الوكالة نحن نتحدث معهم حول قضايا.. أما عن كون علاقتنا مع ايران جيدة أو غير جيدة فهذه قضية سيادية وخارج المناقشة.. وبالنسبة للملف السوري فان الامر ذاته ينطبق.. والقضية سياسية ككل القضايا الأخرى.. ونحن كنا شفافين ومازلنا.. ولا يوجد لدينا أي قلق. وبشأن التحول في العلاقات السورية الاوروبية رأى الرئيس الأسد ان العلاقات تتطور بشكل ايجابي.. وحول عملية الاصلاح في سورية قال الرئيس الأسد.. هناك أولويات وتعتمد هذه الاولويات على مرتكزين.. أولهما المعيار الاكثر الحاحا بالنسبة الى الناس وثانيهما.. معيار السرعة وفي أي مجال تستطيع أن تتحرك أسرع.. ونحن نرفض مبدأ الحديث في شؤوننا الداخلية من أي جهة او منظمة. وحول تطوير القطاع العام السوري وتشكيل هيئة لذلك أوضح الرئيس الأسد ان القطاع العام كبير جدا ونحن قمنا بسياسة دعم القطاع الخاص لكن ليس على حساب القطاع العام. هذه سياستنا في سورية خلال السنوات الماضية. جزء كبير من الاقتصاد السوري يعتمد على القطاع العام.. وحين لا تدعم هذا القطاع فأنت تخسر جانبا كبيرا. الحقيقة أننا في هذا الجانب تعثرنا ضمن التعثر الاداري بشكل عام. أنا أقول اننا طورنا في قطاعات مختلفة ولكن أضعف قطاع طورنا فيه هو.. تحديدا.. القطاع الاداري ومن دون الاصلاح الاداري لا نستطيع أن نكافح الفساد فعليا. واضاف الرئيس الأسد.. لدينا أفكار كثيرة لتطوير القطاع العام ولكن لا يهم ما البنية وانما المهم ما مضمون العمل. ونحن دائما في سورية وربما في الوطن العربي نبحث عن البنى ونهرب من الحل في اتجاه البنية ونأتي ببنية لا تقوم بحل فلا بد من تحديد الخطوات المطلوبة ثم تأتي بنية معينة تكلف بالحل لكن لا يجوز أن نطرح البنية قبل أن نعرف ما الحل والان نحن نركز على مناقشة الحل أولا وما الحزمة المطلوبة. |
|