|
الجولان في القلب ذات يوم احتاج الشيوخ إلى من يذهب إلى السوق، لبيع سلال القش، وجلب الماء والطعام، فوقع خيارهم على الحسناء «ست»، بعد أن تقدم بهم السن، وباتوا عاجزين عن القيام بمثل هذا العمل. استعاروا لها اسماً، له وقع رجولي، ألبسوها ملابس الرجال تمويهاً، حتى غدت كالشباب في منظرها، توجهت إلى السوق، وهناك التقت ابنة الملك شاباً، خفق له قلبها، كانت ملامحه رقيقة، وطلعته بهية، فلاحقته بإصرار، مبدية إعجابها الشديد به، ورغبتها في اللقاء والتعبير عن مشاعرها الحارة، غير أن الشاب راوغ وناور، محاولاً الابتعاد عن الأميرة المخدوعة، والتملص منها. استاءت الأميرة وغضبت، وأخبرت والدها، بما اعتبرته إهانة، وادعت بأن الشاب صاحب سلال القش تحرش بها، لابل حاول أن يغتصبها، فأمر الملك باعتقال الشاب، وتقديمه إلى المحاكمة تمهيداً لإعدامه. أبى الشاب أن يفصح عن حقيقة أمره، رغم الحكم القاسي الذي صدر بحقه، وطلب فقط أن يكشف الملك عن صدره، بعد تنفيذ الحكم، وواجه الموت بشجاعة، من يؤمن بأن الموت قدر، لاينفع التوسل، تحت سيفه الهاوي لامحالة. فوجىء الملك حين اكتشف أن الشاب الذي أعدمه، حسناء في ريعان العمر، فأدرك بأن ابنته الأميرة خدعته، وحزن حزناً كاد أن يقضي عليه، وأمر رجاله بأن يضعوا جثمان الحسناء «ست» على ظهر دابة، وأن يدفنوها حيث تتوقف الدابة. توقفت الدابة بعد تعب، في موقع أقيمت عليه بلدة عين قنية.. |
|