تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


بيت عربي صغير في القدس

هآرتس
ترجمة
الأثنين 13-6-2011
ترجمة : ريما الرفاعي

خلال جلسة الحكومة الاحتفالية التي عقدت في برج داود بمناسبة «يوم القدس»، قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ان القدس يجب ان تبقى العاصمة الموحدة لاسرائيل،

واضاف بعد روح المصالحة التي نزلت عليه مؤخرا ان «الامر يخلق مصاعب بالنسبة للفلسطينيين، ولكن مع الحلول الإبداعية والنية الطيبة، سيكون من الممكن إيجاد حل».‏

لكن ماذا يعني هذا الكلام بالنسبة لغالب الكالوتي، وهو فلسطيني من سكان القدس الشرقية. لعل غالب سيكون مسرورا لو دعا نتنياهو الى حملة ابداعية واختبار للنية الطيبة في ملكه الصغير في حي التلة الفرنسية (خلف خطوط 4 حزيران 67). قصة هذا البيت الحجري المهجور المكون من طابق واحد والواقع في شارع ايتسل يظهر لنا تلك «المصاعب» الخفية بالنسبة للفلسطينيين، والتي تختبئ خلف شعار « وحدة القدس». فعلى مدى ثلاث سنوات تتدحرج خطة بناء تحمل رقم 12877 تطالب بهدم المبنى القائم وبناء مبنى من ثمانية طوابق على قطعة الارض التي يشغلها بين اللجنة المحلية للتخطيط والبناء واللجنة اللوائية لتعود ادراجها الى الاولى مرة اخرى. يقول أحمد ابو حسين، محرر الخطة نيابة عن الكالوتي انه يمضي وقته في مراجعة الموظفين،وانه قام بتعديل المخطط عدة مرات بناء على طلباتهم حتى استوفى كل المطالب. وقبل أكثر من سنتين اوصت اللجنة المحلية بايداع الخطة. ولكن اللجنة اللوائية أعادت الخطة الى شقيقتها المحلية مرفقة بثلاثة«تحفظات». والتحفظ الاكثر اشكالية صيغ بهذه الكلمات: «حصر التغيير الدراماتيكي في طبيعة البناء». بكلمات بسيطة تحويل بيت من طابق واحد «رومانسي» الى مبنى من ثمانية طوابق يعتبر هولي لاند حقيقية.‏

وتتواصل القصة عبر رسالة بعث بها بابا الالو في 12 أيار ، وهوعضو مجلس البلدية عن ميرتس، الى مهندس المدينة شلومو اشكول. ويشير الالو، الذي هو ايضا رئيس لجنة الرقابة في بلدية القدس، الى أن كل «التحفظات» لاقت جوابا من مخطط المدينة امنون اربيل. وتقرر ان تقوم اللجنة بجولة ميدانية، كي يرى الاعضاء بأم أعينهم طبيعة البناء المقصود . فلو زاروا المكان (او تصفحوا غوغل) لوجدوا مباني من ثمانية طوابق وتسعة وعشرة طوابق واكتشفوا أن البيت الحجري المهجر هو ذو طبيعة شاذة. ولكن اللجنة رفضت الجولة وقررت رد الخطة.‏

وفي الجلسة الاخيرة، قبل اسبوعين، بحثت اللجنة بطلب ترخيص بناء لاقامة منازل للطلاب. وتتضمن الخطة هدم مبنى قائم وبناء ستة مباني من عشرة طوابق لكل واحد منها. النطاق يبعد نحو 200 متر عن منزل الكالوتي. وأقرت الخطة الجديدة بالاجماع. وسأل الالو مهندس المدينة اذا كان مخطط البناء المدينة رقم 12877 قد رد لانه مخطط عربي على ارض عربية فيما أن خطة منازل الطلاب مخصصة للبناء اليهودي على أرض بملكية الجامعة العبرية؟ ولكن الالو لا يزال ينتظر الجواب.‏

ولا يقدم رد رئيس اللجنة، كوبي كحلون لـ «هآرتس» تفسيرا حقيقيا، معتبرا ان «السبيل الوحيد لإقرار الخطط حسب قانون التخطيط والبناء هو في مؤسسات التخطيط، التي ردت هذه الخطة».‏

والحقيقة انه ينبغي البحث عن التفسير في التصريحات الصادقة الصادرة عن يكير سيغ، عضو كتلة رئيس البلدية الموحدة، ونير بركات، والمسؤول عن ملف شرقي القدس في البلدية. قبل نحو سنة قال سيغف في مقابلة صحفية: «لن نسمح لسكان شرقي القدس بأن يبنوا بقدر ما يحتاجون. وليس من اولوياتنا حل ازمة السكن في شرقي القدس» . وأضاف: « قد لا يبدو اعلان ذلك سليما من الناحية السياسية، لكننا ننظر ايضا الى الوضع الديمغرافي في القدس كي نرى بعد عشرين سنة اننا لا نستيقظ على مدينة عربية». وبالفعل، في الاحياء الفلسطينية التي يوجد فيها مخطط هيكلي، لا يمكن البناء الا على 25 - 75 في المائة من الارض، مقابل 75 - 125 في المائة في الاحياء اليهودية. ولكن أزمة السكن لم تحسن «الوضع الديمغرافي» في المدينة. ومنذ 1967 ازداد عدد السكان الفلسطينيين من 70 الف نسمة الى 270 الف تقريبا. وذلك رغم أنه في نفس الفترة صدرت تراخيص بناء لاقل من 15 الف وحدة سكن. وربما يجدر بنتنياهو أن يفكر بحلول ابداعية مع نية طيبة أكبر. مثل تقسيم القدس لكن كيف يمكن تقسيم مدينة مقسمة؟‏

يعاني نائب وزير الخارجية داني ايالون من حزب «اسرائيل بيتنا» من ضعف أمام كاميرات التلفزيون.ونذكر كيف قام بتوثيق لقائه مع السفير التركي السابق، احمد اوغوز تشيليكور، الذي فرض عليه الجلوس على مقعد منخفض. ويبدو ان ايالون لا يزال يعاني من هذا الادمان المرضي على توثيق تصرفاته الشاذة بحضور الاعلام . وقبيل يوم قيام إسرائيل توجه الى السفراء الاجانب وطلب أن يسجلوا بالفيديو التهنئة لاسرائيل. وقد رفعت الاشرطة الى موقع الانترنت الخاص بنائب الوزير. بالطبع من حق الدبلوماسيين أن يرفضوا بأدب، ولكن ليس لطيفا اهانة مضيف هام بهذا القدر. وان كان واحدا على الاقل تجرأ على التملص من هذه الدعوة.‏

الناطقة بلسان ايالون قالت انه في ضوء نجاح المشروع والطلبات العديدة التي تلقيناها من السفراء الذين لم ننجح في ادراجهم في المشروع، نحن ننظر بجدية في امكانية توسيعه. تلك هي الدبلوماسية الوحيدة الفاعلة حاليا في إسرائيل.‏

 بقلم : عكيفا الدار‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية