|
رؤية أن تقرأ عنه..ان تشاهده...يختلف تماما عن أن تعيشه يومياً...أن تشعر به يقترب منك رويداً رويداً...ليس مرعبا فقط..بل يشل احساسك... الخيال مهما كان مبدعا لن يصل يوما الى عمق ما نعيشه .. إلى فظاعة ما نشاهده..وكأنها عودة الى الحياة البدائية حين كان كل شيء مباحاً ومحللاً .. فجاة غابت المدنية وتلك الروح الانسانية والتسامح وكل ما قد تحمله من معانٍ..ولأجل ماذا عليك أن تسألهم؟ كل قراءاتك ...ومشاهداتك تصبح بلا معنى .تغيب تلك العبر التي فكرت بها يوما...تلك الاحاسيس التي تحركت حينها ..وأنت بعيد عن كل هذا لم تعشه يوما... الامر مختلف حاليا ..نشعر أكثر بتلك المعاني العميقة التي قرأناها وفكرنا كم هم حمقى من يتخذون العنف وسيلة للتعبير...للتغيير ..لفعل أي شيء طالما انه توجد خطوات حوارية حقيقية يمكن اللجوء اليها .. والعنف الذي نعيشه حاليا تختلف ألوانه بدءا من أولئك الذين يدّعون أنهم يمتلكون الحق وان كل ما يفعلونه هو اليقين بذاته... طالما يجد الدعم والتأييد الغربي بكافة أشكاله وطالما ان كل الابواب مفتوحة لهم ..فهم يستخدمون العنف النفسي والفكري والاعلامي... والتخوين العنيف وليس أوله قوائم العار التي تضم كل من يخالفهم الرأي...ثم يتحدثون عن الديمقراطية.. كلنا مع الحرية وكلنا مع الديمقراطية وكلنا مع محاربة الفساد والتخلص من الاخطاء بكافة أشكالها..كلنا مع نبض آخر للحياة يعطي الناس حقوقها.. ويعلي من شأن الانسانية ...ولكن هل يتحقق هذا بالعنف والارهاب الذي يحاصرنا يوميا...؟ |
|